ملك الكوميديا سوداء، لسانه الحاد لم يسلم منه أحد وطال كل الطوائف السياسية اللبنانية وغير اللبنانية حتى.
قادر على رسم الابتسامة على وجوه متابعيه حتى في أحلك الظروف وأقساها عن كوميديته المتناقضة والمضحكة والمبكية في آن واحد.. أبو طلال الصيداوي، فمن هو يا ترى الذي يقف وراء تلك الشخصية الغامضة المثيرة؟
اسمه الحقيقي هو وسام سعد وهو ممثل لبناني ولد في عام 1981م، وكبر وترعرع في صيدا بجنوب لبنان. وفي كبره شجعته والدته على تطوير شخصيته ونصحته بالذهاب للتخصص في مصر في التمثيل والسينما، رغم أن أقاربه أبدوا رفضهم لاختياره للتخصّص في الفنّ والمسرح.
لكنه سافر بعدها إلى القاهرة وتخرج من معهد الفنون المسرحية، بفضل أمه التي تعهدت له بدفع نفقات تعليمه وشجعته على تلك الخطوة من البداية.
بعد التخرج شارك بعدها في بعض الفرق الموسيقية المشهورة قبل أن يتجه إلى التمثيل والكوميديا. جاءت بدايته مع برنامج اكتشاف المواهب سوبر ستار، حذّره حينها أصدقائه من دخول الاختبار وصعوبته، لكن ولحسن حظه فقد كانت الثماني ثوان التي مَثُل فيها أمام اللجنة كافية لإحداث ضجة كبيرة من الجمهور.
شارك في برنامج النشرة بتلفزيون المستقبل، ثم استقر بعدها في برنامج chi nnعلى شاشة الجديد، وقدم للجمهور حينها شخصيته المشهورة بـ “أبو طلال الصيداوي” في عام 2010، وتحول سريعًا الى ظاهرة في المجتمع اللبناني.
ويقول سعد أنه استطاع خلق شخصية أبو طلال الصيداوي قبل دراسة التمثيل والسينما أصلا، عن طريق الاحتكاك بشخصيات صيداوية شعبية لفترة طويلة.
فقد عمل كمسؤول عن أحد المحال لبيع الحلويات في مقهى شعبي، خصوصا في شهر رمضان، كنت اسمع أخبار الناس وأحاديثهم وهكذا استطاع خلق تلك الشخصية الكوميدية الجذابة قبل الاتجاه نحو التخصص الأكاديمي.
ويقول وسام أن ما يميز شخصية أبو طلال هي استطاعته تقليد السياسيين في تغييرهم لآرائهم وتقلبهم المستمر، ما يدفع الناس إلى الضحك.
ويضيف: “أحاول ان أدفع الناس لمقارنتي مع السياسيين الذين يدلون برأي اليوم ثم يغيرونه في اليوم الاحق بعد أيام متتالية من دون أن ينتبه أحد لذلك.
لكن وسام كان على ميعاد مع أخطر موقف حدث له في حياته في عام 2012 تحديدا ومع انتشار الأغنية الكورية الشهيرة “أوبا جامغام ستايل”، حيث خطرت له فكرة بتقليدها ومحاكاة أغنية شبيه لها سماها “أوبا صيدا ستايل”.
وبعد نشر الأغنية انتشرت حملات قوية تطالب بالقضاء عليه، واهمته كثيرون بالدعوة للمجون والتعري في أغانيه، لكنه رفض التعليق على تلك الاتهامات وقال” أنا من صيدا، أعيش في أزقتها وحارتها منذ الصغر، هذه مدينتي، ولم يكن في مقصدي أبدا أن أسخر منها أو أقلل من مواطنيها.
وفي النهاية، أخبرونا ما رأيكم في شخصية أبو طلال الصيداوي؟