أحبت الفن وهي لم يتجاوز عمرها العشر سنوات، خاصة وأنها نشأت في عائلة تحترم التمثيل، وكان يقولون عنها “دلوعة العائلة”.
الفنانة فاطمة رشدي، ولدت عام 1908، ونشأت على شواطئ محافظة الإسكندرية، وعاشت طفولة كلها بهجة وانطلاقا، وكان من الطبيعي أن تتعلق الطفلة المشاكسة بالفن، حيث تفتح وعيها على أسرة تحترم التمثيل والغناء، كما أن شقيقتيها “سعاد وإنصاف”، كانتا من أعضاء فرقة أمين عطا الله. .
بدأت “فاطمة” مسيرتها الفنية وعمرها 9 سنوات، عنا ذهبت لزيارة شقيقتها “إنصاف” في المسرح، ورآها المبدع المسرحي أمين عطا الله، ورشحها لدور صغير، ونجحت الطفلة في كسب ود الجمهور، ورفع التصفيق وصيحات الإعجاب من سقف طموحها، فقررت أن تكون نجمة استثنائية في مجال لا يستوعب إلا أصحاب الموهبة.
بروش ألماظ هدية من يوسف وهبي
بمرور الأيام التقت رجالا اقتنعوا بموهبتها وقرروا دعمها مثل المطرب سيد درويش، الذي ا لفرقته عام 1921، ثم التقت المبدع عزيز عيد الذي علمها القراءة، والكتابة، وحضر لها شيخ من الأزهر لتحفظ القرآن حتى تتقن مخارج الحروف، كما علمها قواعد التمثيل، وبعدها قها للفنان يوسف وهبي.
وبدأت نجمة المسرح الطريق بأدوار ثانوية، وشيئا فشيئا باتت تتصـــارع عليها الفرق المسرحية الكبيرة، مثل فرقة رمسيس، وفرقة يوسف وهبي، وفرقة روز اليوسف
في يوم أسند لها يوسف بك وهبي دور في رواية “النسر الصغير”، ومنحها بسبب إجادتها بروش من الألماظ.
وعنا أرادت فاطمة رشدي تقديم فن خاص بها، ويعبر عن قناعاتها، قررت تكوين فرقة باسمها، وكان تحديا كبيرا في ذلك الوقت، لا سيما في ظل وجود فرق شهيرة
لها جمهور مثل فرقة نجيب الريحاني، واستطاعت أن تتق طابور الموهوبين بفرقتها، وسافرت هذه الفرقة للعرض ببيروت، وبغداد وعدد من الدول العربية.
تعلمها التأليف والإخراج
لم يهدأ س فاطمة رشدي عند هذا الحد، حيث تعلمت التأليف والإخراج، الأمر الذي دفع نقاد الحركة الفنية في ذلك الوقت لمنحها لقب”سارة بر الشرق”، كما ساهمت في اكتشاف مواهب فنية مثل: محمد فوزي، ومحمود المليجي.
وفي عام 1929، قت أول أعمالها على شاشة السينما وهو فيلم “فاجعــة فوق الهرم”، ولم تحقق هذه التجربة النجاح المتوقع، ولم يصب اليأس قلب الفنانة المصرية، وراحت تبحث عن نصوص جيدة تؤهلها للنجاح، وبالفعل قت عبر شاشة السينما ما يقرب من 15 فيلما أبرزها: “العزيمة، والهارب، والطريق المستقيم، والريف الحزين، والطائشة، و الشيوخ، ومدينة الغجر”.
زيجاتها
تزوجت فاطمة رشدي 5 مرات، الأولى من عزيز عيد، والذي أعلن إسلام ليتزوج منها، والثانية من المخرج كمال سليم، ثم تزوجت من المخرج محمد عبد الجواد، أما الزيجة الرابعة فكانت من رجل أعمال، وانفصلت عنه بعد شهور قليلة، لتتزوج عام 1951 من ضابط.
قال عنها الكاتب الكبير مصطفى أمين: “كنا معجبين بفاطمة رشدي ونضع صورتها على أغلفة مجلة التلميذ والأقلام، سميناها صديقة الطلبة، وهي سيدة مكافحة كسبت حوالي مليون جنيه في تلك الأيام وأنفقتها على المسرح”.
حققت فاطمة رشدي شهرة واسعة وك الدولة المصرية بإطلاق اسمها على أحد أهم شوارع محافظة الجيزة، لكن الشهرة والتوهج لم يضمن نهاية لهذه الفنانة التي ملأت الدنيا، وشغلت الناس
وفاتها
وفي بداية الستينيات، اختفت فاطمة رشدي من الساحة الفنية، وغابت أخبارها عن الصحف، لتعود بعد سنوات بأخبار حزينة عنها تؤكد أنها تعيش حياة بائــسة في غرفة متواضعة، ولا تستطيع تدبير نفقات علاجها، وبدافع إنساني تحرك الفنان فريد شوقي، زارها في حجرتها المتواضعة، ووفر لها مأوى يليق بها، وقرار علاج على نفقة الدولة، ولم تكشف للراحل فريد شوقي سر التحول في حياتها، وكيف فقدت ثروتها، ثم رحلت عن الدنيا في 23 يناير 1996.
اقرأ أيضا:
مالا تعرفه عن الفنانة وداد حمدي التي انتهت حياتها بطريقة مأساوية