تُرى ما سر هذه السيدة السورية التي تفوقت على عمالقة الطهي؟ وما سر الدعم الذي حصلت عليه لتتحول من باحثة عن قوت يوم لها وعائلتها إلى ذلك المستوى الذي لم يصل إليه سوري من قبل؟ تعالوا نتعرف على ملكة الكبة السورية وسر وصولها إلى الملايين.
بقسمات وجهها البرئ وصمتها المتواصل تبدو أمام عملائها سيدة سورية عادية لكنها في الحقيقة لن تكون أبدا مثل أي سيدة، فقد قدمت قصة ملهمة استدعت وكالات الأنباء العالمية إلى تسليط الضوء عليها، بعد أن آمنت بقدراتها وأيقنت أنه ما من سعي ودأب وإصرار إلا وكانت نتيجته مرضية.
رسالة إنسانية مع العائلة
لقبها الشهير الذي تداوله الإعلام المحلي ومن بعده وكالة رويترز «أم أحمد».. تلك السيدة التي لم تكن مسؤولة عن نفسها فقط بل نذرت نفسها وعمرها لعائلتها التي تعولها.
وقد اضطرتها الأحداث إلى الإقامة في منطقة أخرى غير منطقة سكنها.. وسيدة في مثل ظروفها كان من الممكن أن تجلس تندب حظها أو تنتظر المساعدة من المحسنين.
لكن أم أحمد ظلت على إيمان راسخ بمبادئها التي لم تتخل عنها في أصعب الظروف وقررت الحصول على حل مهما حدث..
المبادئ تتحول إلى ترجمة عملية
«العمل هو الشرف والواجب.. والعمل هو الوجود سيان فمن أراد أن يستشعر وجوده في الدنيا عليه أن يعمل ويترك البكاء»، هكذا آمنت «أم أحمد» ، وهكذا قررت أن تطبق ما آمنت به من مبادئ واقعا عمليا دون شعارات.. فطرقت أبواب الرزق حتى حصلت على فرصة عمل في حارة يدخلها المارة بالكاد في سوق دمشق.
وفي ذلك المكان احترفت تلك المبدعة السورية إعداد وجبة الكبة وقررت أن تتفنن في إعدادها وتقديمها.. أخلصت يومئذ لضميرها ،ولكن إخلاصها الحقيقي كان لأسرة أبت إلا إن تأكل رزقها بالحلال. تلك الأسرة التي تعولها أم أحمد وترفض أن تتركهم لحظة واحدة.
سر الجار البار
علم أحد جيران تلك السيدة السورية بقدراتها الفائقة وعملها كطاهية ، وهنا قرر أن يخصص لها موقعا في منطقة تسمى سوق النجارين .
أيام مضت قبل أن يعلم مرتادو السوق بموقع هذه الطاهية وتحول الزبائن إلى طوابير متراصة لتجريب منتج أم أحمد ومن ثم اعتياده ، ورغم شكوك كثيرين في الكبة السورية المصنوعة في الأسواق ، إلا أن هذه السيدة اكتسبت ثقة الجميع لتبيع لهم الوجبة الواحدة من الكبة بما يتجاوز ثلاثة دولارات .
«لما تكون مع رب العالمين لا تخف.. » كان ذلك مفتاح نجاح أم أحمد التي تردد أسمها بين الفضائيات العربية ووكالة
رويترز التي أفردت لها تقريرا سلط الضوء على قصتها الملهمة ، والتي تتناغم مع عبقرية السوريين في المجالات كافة.