تظل السوريات صاحبات ريادة كبيرة في مجال الابتكارات المختلفة ، فقد رأينا من قبل نماذج لسوريات تحدين الصعاب وقدمن للعالم منجزات واختراعات وابتكارات مهمة ، وكان ذلك من خلال العلم او التعليم أو الاكتشافات الحديثة ، وهو أمر مرتبط عادة بالمجالات التي يكثر فيها الاختراعات والابتكارات .
ظاهرة فريدة
لكن هذه المرة نحن أمام ظاهرة فريدة تؤكد تفرد واختلاف المطبخ السوري بكل مكوناته وإمكانياته، وبطل هذه القصة مجموعة من السوريات المقيمات في تركيا ، حيث قررن إنشاء مشروعهن الخاص وهو صناعة الكعك الصحي بدون مادة الغلوتين ، ومادة الغلوتين هي البروتين الكامن في القمح أو الشعير او الشوفان ، ولها تاثير ضار جدا على الأمعاء وعلى الجهاز العصبي ، ولذلك كان استبعاد هذه المادة وصناعة الخبز والحلويات والكعك من دونها أمر في غاية الأهمية والابتكار، وربما لهذا السبب اهتمت وسائل الإعلام العالمية بما فعله هؤلاء السيدات واعتبرونهن قدمن فتحا جديدا في المخبوزات .
منحة يابانية
بدأت هذه القصة قبل 8 أشهر ، حين قررت 13 سيدة من سوريا وتركيا صناعة الكعك والخبز والحلويات مع استبعاد مادة الجلوتين ، ليقدمن خبزا وكعكا صحيا خاليا من الأضرار ، وهو الأمر الذي نجح معهن في البداية ومكنهن من الوصول لمنظمة الصحة والزراعة التي قامت برعاية ودعم المشروع ، وبالفعل حصلت السيدات على منحة يابانية للقيام بهذا المشروع ، واستطعن أن يحققن إنجازا كبيرا أبهر الكثيرين ، ما جعل وسائل الإعلام العالمية تسلط الضوء عليهن .
وقبل البدء في هذا المشروع توجهت أولئك السيدات إلى مراكز تدريب متخصصة في صناعة الأغذية والمخبوزات وحصلن على دورات تدريبية مكنتهن من خوض التجربة وابتكار هذا النوع الجديد من المخبوزات الخالي من البروتين الذي يتسبب في أضرار ، ومن بعد تلك الدورات استطاعت السيدات أن يقدمن مشروعهن المستقل وان يحصلن على اهتمام كافة الدوائر المختصة بهذا الأمر .
دائرة العملاء
المشكلة الكبرى التي واجهت السيدات كانت الحصول على العملاء ، فمن خلال عملهن وتدريبهن في السابق في مراكز تدريب تحاول صناعة الخبز والكعك بدون غلوتين استطعن معرفة دائرة من العملاء الذين يعانون من مشاكل هضمية أو مشاكل في الأمعاء والذين يبحثون عن حلول صحية للغذاء ، وبالفعل تمكنت السيدات اللاتي وصل عددهن إلى 11 سيدة بعد ان غادرت اثنتين منهن إلى أماكن بعيدة وربما فتحن مشروعاتهن الخاصة ، من التوصل لهؤلاء العملاء والبدء في تسيير خط انتاج لهذا النوع من المخبوزات والكعك الصحي .
الدقة والحذر
إحدى المشاركات في المشروع صرحت بأن هذا النوع من المخبوزات يتطلب الدقة الشديد والحذر في التعامل مع المقادير والتوقيتات الملائمة ، فقد يتسبب أي خلل بسيط في أضرار جانبية كثيرة ، لذلك هم يحرصون على وزن المقادير بعناية وكذلك على مراعاة مدة التخمير التي قد لا تزيد على ثلاث دقائق .
أرباح طائلة
يعتبر هذا المشروع من المشروعات المبتكرة التي كللت بالنجاح والتي تؤكد على قدرة النازحين السوريين على التفوق والانجاز في الغربة ، وقد اهتمت الدوائر الرسمية في تركيا بهذا المشروع ، واستطاعت السيدات أن يحققن أرباحا كبيرة خلال الثمانية أشهر اللاتي عملن خلالها حيث وصلت أرباحهن إلى نحو مليون ليرة تركية .
وفي الوقت نفسه تفتح فرص عمل للكثيرين وتحظى باهتمام الدوائر الرسمية وربما أيضا وسائل الإعلام العالمية التي احتفت بهذا المشروع واعتبرته بداية لطعام صحي سيملأ العالم .