في مباراة مثيرة ضمن الجولة 32 من الدوري الإسباني يوم 20 أبريل 2025، حقق ريال مدريد انتصارًا صعبًا 1-0 على أتلتيك بلباو في ملعب سانتياغو برنابيو، بفضل هدف قاتل من فيديريكو فالفيردي في الدقيقة 93.
لكن الجدل التحكيمي طغى على الفوز، حيث رفض الحكم خوان مارتينيز مونويرا احتساب ركلة جزاء لريال مدريد في الدقيقة 87 بعد تدخل مشكوك فيه على جود بيلينغهام داخل منطقة الجزاء.
قرار الحكم، المدعوم بتقنية الفيديو (VAR)، أثار غضب لاعبي الريال وجماهيره، خاصة مع اقتراب نهائي كأس الملك ضد برشلونة يوم 26 أبريل 2025.
تفاصيل الحادثة المثيرة للجدل
في الدقيقة 87، تلقى جود بيلينغهام تمريرة داخل منطقة جزاء أتلتيك بلباو، وحاول التسديد لكن المدافع أوناي نونيز تدخل، مما أدى إلى سقوط النجم الإنجليزي.
لاعبو ريال مدريد طالبوا بركلة جزاء، لكن مارتينيز مونويرا، وبعد مراجعة VAR، قرر استئناف اللعب دون احتساب مخالفة.
الحادثة أثارت استياء الجماهير، حيث نشرت قناة ريال مدريد الرسمية مقطع فيديو عبر منصة X، مُدعية أن التدخل كان واضحًا ويستحق ركلة جزاء.
وفقًا لـ”ESPN”، الحكم اعتبر التدخل “غير كافٍ” للتسبب في السقوط، وهو ما أكدته لجنة الحكام في بيان لاحق.
“ArchivoVAR” يُبرر القرار
حساب “ArchivoVAR”، المتخصص في تحليل الأخطاء التحكيمية، أشعل النقاش عبر منصة X، مؤكدًا أن قرار عدم احتساب ركلة جزاء كان صحيحًا.
وأوضح الحساب أن التلامس بين حذاء نونيز وقدم بيلينغهام كان طفيفًا ولا يكفي لتبرير السقوط، مشيرًا إلى أن القرار يتماشى مع معايير التحكيم الحديثة التي تتطلب تدخلاً واضحًا لاحتساب الجزاء.
الحساب دعم رأيه بمقطع فيديو، مُظهرًا زاوية تبين أن بيلينغهام قد يكون بالغ في رد فعله.
هذا التحليل أثار غضب مشجعي الريال، الذين اتهموا الحساب بالتحيز، خاصة بعد قرار آخر في المباراة بإلغاء هدف لفينيسيوس جونيور بداعي التسلل بسبب موقف إندريك.
ردود فعل الجماهير والإعلام
الجدل التحكيمي هيمن على نقاشات الجماهير.
منشورات على X، مثل تلك من حساب @EremSports ، وصفت القرار بـ”السرقة”، مُشيرة إلى أن الحكام تجاهلوا مراجعة ركلة الجزاء بينما ركزوا على التسلل.
في المقابل، دافع مشجعو أتلتيك بلباو عن القرار، معتبرين أن بيلينغهام حاول خداع الحكم.
صحيفة “ماركا” أشارت إلى أن ريال مدريد يعاني من “أزمة تحكيمية” هذا الموسم، مستشهدة بحالات سابقة مثل ركلة جزاء مثيرة للجدل ضد تشواميني في ديربي أتلتيكو مدريد.
على النقيض، اعتبرت “سبورت” أن قرار الحكم يعكس دقة تقنية VAR في تجنب الأخطاء.
تاريخ مارتينيز مونويرا مع ريال مدريد
خوان مارتينيز مونويرا، الحكم المخضرم، ليس غريبًا عن الجدل مع ريال مدريد.
أدار 22 مباراة للريال، فازوا في 15 منها (68%)، لكنه احتسب 6 ركلات جزاء ضدهم مقابل 4 لصالحهم، وفقًا لـ”Sofascore”.
قراره بطرد كريستيانو رونالدو في كأس السوبر 2017 لا يزال عالقًا في أذهان الجماهير، مما يزيد من حساسية اختياره لمباريات الريال.
هذا الموسم، أثار مونويرا جدلاً في مباراة أتلتيكو مدريد باحتساب ركلة جزاء ضد تشواميني، مما يعزز شعور مشجعي الريال بأن التحكيم “موجه ضدهم”.
تأثير على نهائي كأس الملك
الجدل التحكيمي يأتي في توقيت حساس، حيث يستعد ريال مدريد لمواجهة خيتافي في الليجا يوم 23 أبريل، ثم الكلاسيكو ضد برشلونة في نهائي كأس الملك يوم 26 أبريل، بإدارة ريكاردو دي بورغوس.
الفوز على بلباو رفع رصيد الريال إلى 69 نقطة في المركز الثاني، بفارق 4 نقاط عن برشلونة المتصدر (73 نقطة).
لكن الشعور بالظلم التحكيمي قد يؤثر على نفسية الفريق، خاصة مع سجل دي بورغوس المثير للجدل مع الريال، حيث أدار 25 مباراة لهم، فازوا في 16 (64%)، واحتسب 8 ركلات جزاء ضدهم.
كارلو أنشيلوتي، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة بعد الخروج من دوري الأبطال، دعا لاعبيه إلى التركيز، لكن التوتر التحكيمي قد يُعقد استعداداته.
⁉️💥 ¿La acción entre Unai Núñez y Bellingham es suficiente para ser penalti?
✅ 𝗡𝗢.
👉🏻 Además de carecer de intensidad, el contacto se produce entre la superficie de la bota del defensor y la plancha del atacante.
▪️ Dicho contacto no provoca la caída de Bellingham. pic.twitter.com/tpBMq1s4y7
— Archivo VAR (@ArchivoVAR) April 20, 2025
تحليل قانوني للقرار
وفقًا لقوانين الفيفا، يجب أن تكون ركلة الجزاء نتيجة تدخل “واضح ومؤثر” يمنع المهاجم من إكمال اللعب.
تحليل “ArchivoVAR” يُشير إلى أن التدخل من نونيز كان طفيفًا، ولم يؤثر بشكل مباشر على سقوط بيلينغهام.
هذا يتماشى مع توجيهات الاتحاد الأوروبي (UEFA) التي تحث الحكام على تجنب احتساب ركلات جزاء بناءً على تلامس طفيف.
ومع ذلك، يرى محللون مثل إدواردو إيتورالدي، الحكم السابق، في تصريحات لـ”ريليفو”، أن القرار كان “في منطقة رمادية”، مُشيرًا إلى أن بعض الحكام قد يحتسبونها بناءً على ديناميكية اللعب.
