يبدو أن “كامب نو” لم يعد ملاذًا آمنًا لأحد ألمع مواهب برشلونة في السنوات الأخيرة، أنسو فاتي.
اللاعب الشاب، الذي كان يُنظر إليه كجوهرة مستقبلية للفريق الكتالوني، يعيش الآن لحظات من الإحباط والتهميش.
بعد فترة طويلة من الغياب عن الملاعب، كشفت تقارير حديثة أن فاتي يعاني نفسيًا ويخطط لمغادرة النادي في الصيف المقبل.
فما الذي أوصل الأمور إلى هذه النقطة؟
وهل يمكن لبرشلونة أن يفقد أحد نجومه الواعدين بسبب سوء الإدارة؟
أزمة داخل غرفة الملابس
يواجه المدرب هانسي فليك تحديًا كبيرًا داخل فريقه، حيث أصبح أنسو فاتي خارج حساباته تمامًا.
اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا لم يشارك في أي مباراة منذ يناير الماضي، عندما لعب لمدة 28 دقيقة فقط أمام بارباسترو في كأس الملك.
ورغم حضوره في قائمة مباراة ريال بيتيس الأخيرة، بقي فاتي على دكة البدلاء حتى النهاية، رغم حاجة الفريق لتسجيل هدف.
هذا الاستبعاد المستمر أثار تساؤلات حول دوره في خطط فليك، ودفع اللاعب إلى حافة اليأس.
تراجع نفسي ملحوظ
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “موندو ديبورتيفو”، يمر أنسو فاتي بفترة صعبة للغاية على المستوى النفسي.
اللاعب، الذي كان يحلم باستعادة مكانته بعد عودته من الإعارة في الموسم الماضي، واجه خيبة أمل كبيرة.
في يناير، أجرى فاتي محادثة شخصية مع هانسي فليك، أقنعه خلالها المدرب بالبقاء مع وعد بمنحه فرصًا.
لكن الوعود لم تتحقق، وبقي اللاعب حبيس مقاعد البدلاء، مما زاد من شعوره بالإحباط والتهميش.
تهميش خارج الملعب أيضًا
لم تقتصر معاناة فاتي على غيابه عن المباريات، بل امتدت إلى تعامل النادي معه خارج الملعب.
في إحدى الجلسات التدريبية، تفوق فاتي في تمارين التهديف، لكنه لم يحظَ بأي ذكر أو تقدير في المنشورات الرسمية للنادي على وسائل التواصل الاجتماعي.
في المقابل، تم التركيز على زملائه الآخرين، مما جعل اللاعب يشعر بأنه “غير مرئي” حتى في أفضل لحظاته.
هذا الإهمال أضاف إلى شعوره بالعزلة داخل الفريق.
خطوة الرحيل تلوح في الأفق
مع استمرار هذا الوضع، بدأ أنسو فاتي يفكر جديًا في مستقبله بعيدًا عن برشلونة.
مصادر مقربة من اللاعب أكدت أنه يستعد للرحيل في فترة الانتقالات الصيفية القادمة، بحثًا عن بيئة جديدة تمنحه الثقة والفرص التي يفتقدها حاليًا.
هذا القرار قد يمثل ضربة قوية لبرشلونة، الذي كان يعول على فاتي كجزء من مشروعه المستقبلي، لكنه قد يكون أيضًا فرصة للاعب لاستعادة بريقه بعيدًا عن الضغوط الحالية.
خاتمة
أنسو فاتي، النجم الذي كان يُطلق عليه لقب “ميسي الجديد” في وقت من الأوقات، يقف الآن على مفترق طرق.
التهميش المستمر من هانسي فليك، إلى جانب شعوره بالإحباط النفسي، يدفعانه نحو قرار مصيري قد يغير مسار مسيرته.
برشلونة، من جهته، قد يخسر موهبة استثنائية إذا لم يتم التعامل مع الأزمة بحكمة.
مع اقتراب الصيف، سيكون السؤال الأكبر: هل يمكن لفاتي أن يجد طريقه مجددًا، أم أن “كامب نو” سيودع أحد أبنائه الواعدين إلى الأبد؟