على ملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو، كتب برشلونة واحدة من أروع قصص هذا الموسم، حيث قلب تأخره بهدفين إلى انتصار مثير بنتيجة 4-2 أمام أتلتيكو مدريد.
هذا الفوز لم يكن مجرد نقاط ثلاث تضاف إلى رصيد الفريق في صدارة الدوري الإسباني، بل دليلاً على قوة وإصرار رجال هانسي فليك.
لكن وسط الفرحة العارمة التي اجتاحت الجماهير واللاعبين، كان هناك ظل من الاستياء يخيم على نجمين شابين: فيرمين لوبيز وبابلو توري، اللذين لم يشاركا بأي دقيقة في المباراة، مما دفعهما للامتناع عن الاحتفال بأهداف زملائهما.
كانت المباراة امتدادًا للإثارة التي شهدتها مواجهة الذهاب في نصف نهائي كأس الملك، حيث انتهت بالتعادل 4-4.
هذه المرة، بدأ أتلتيكو مدريد بقوة، متقدمًا بهدفين في أول 15 دقيقة، لكن برشلونة لم يستسلم. روبرت ليفاندوفسكي أشعل شرارة العودة بهدف التقريب، ثم تولى فيران توريس مهمة التسجيل مرتين، قبل أن يكمل لامين يامال الرباعية ببراعة.
هذا الانتصار عزز موقف برشلونة في الصدارة، وأضعف آمال أتلتيكو في المنافسة على اللقب، لكن لم يكن الجميع في مزاج للاحتفال.
وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، لم يشارك فيرمين لوبيز وبابلو توري في فرحة زملائهما بأهداف المباراة، وهو موقف عكس غضبهما العميق من قرارات هانسي فليك.
الاثنان ظلا على مقاعد البدلاء طوال اللقاء، رغم الأداء المميز الذي قدماه في وقت سابق من الموسم.
هذا التهميش لم يكن مجرد خيار تكتيكي عابر، بل جزء من نمط بدأ يثير تساؤلات حول مستقبلهما مع الفريق الكتالوني.
فيرمين لوبيز، الشاب الواعد الذي يحمل الرقم 16، كان قد أثبت جدارته في مباريات سابقة، لكنه اختفى تدريجيًا من خطط فليك.
خلال مواجهة أتلتيكو، بدا فيرمين بعيدًا عن الأجواء الاحتفالية، حيث ظهرت عليه علامات الجدية والتحفظ بدلاً من الفرحة المتوقعة.
هذا الوضع أثار تكهنات حول احتمال رحيله في الصيف المقبل، خاصة إذا استمر في الحصول على فرص محدودة.
إدارة برشلونة، بقيادة خوان لابورتا وديكو، قد تضع سعرًا لا يقل عن 50 مليون يورو للاستغناء عنه، مما يعكس قيمته الكبيرة رغم تهميشه الحالي.
أما بابلو توري، فتبدو مسيرته مع برشلونة على وشك النهاية. المنافسة الشرسة في خط الوسط، مع وجود أسماء مثل بيدري، جافي، وداني أولمو، جعلت من الصعب عليه فرض نفسه.
في يناير الماضي، كان من المتوقع أن يغادر اللاعب، لكنه اختار البقاء، وهو قرار قد يندم عليه الآن. بعد مباراة أتلتيكو، بدا توري بعيدًا عن أجواء الفريق، مما يشير إلى أن رحيله بات وشيكًا.
التقديرات تشير إلى أن برشلونة قد يتركه يغادر مقابل أقل من 10 ملايين يورو، وهو مبلغ متواضع مقارنة بما قد يجنيه النادي من فيرمين.
هانسي فليك، الذي قاد الفريق لتحقيق هذا الانتصار المذهل، يواجه الآن تحديًا داخليًا. اختياراته التكتيكية، التي ركزت على الاعتماد على فيران توريس ولامين يامال، أثبتت نجاحها، لكنها أثارت استياء لاعبين آخرين.
فيرمين لوبيز وبابلو توري يمثلان مواهب شابة يحتاجها النادي للمستقبل، لكن إهمالهما قد يدفع ثمنه غاليًا.
المنافسة الشديدة في خط الوسط تجعل من الصعب إرضاء الجميع، لكن استمرار هذا الوضع قد يفتح الباب أمام أزمة أكبر داخل غرفة الملابس.
فيرمين لوبيز وبابلو توري يقفان على مفترق طرق. الأول قد يصبح صفقة مربحة لبرشلونة إذا قرر الرحيل، بينما يبدو الثاني على أعتاب مغادرة كامب نو بحثًا عن فرص أفضل.
إدارة النادي تدرك أهمية الحفاظ على المواهب الشابة، لكنها في الوقت نفسه قد تستفيد ماليًا من بيعهما إذا لم يتم دمجهما بشكل أكبر.
القرارات المقبلة ستحدد ما إذا كان برشلونة قادرًا على الجمع بين النجاح الحالي والاستثمار في المستقبل.