في مشهد يعكس حالة التوتر المتفاقمة في الكرة المصرية، استضاف هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، كلًا من جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي (فيفا)، وباتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي (كاف)، في حفل عشاء أقيم بالمتحف المصري الكبير، بحضور وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي وعدد من قادة الرياضة الأفريقية.
الحفل، الذي جاء ضمن التحضيرات للجمعية العمومية غير العادية للكاف المقررة الأربعاء، بدا كصورة للبهجة الرسمية، لكنه لم يخفِ الأزمة العميقة التي تهز أروقة الكرة المصرية، والتي وصلت ذروتها مع قرار النادي الأهلي بالانسحاب من الدوري بسبب مباراة القمة.
لم يكن قرار الأهلي بالانسحاب من مباراة القمة أمام الزمالك مجرد رد فعل عابر، بل نتيجة تراكم استياء طويل من تصرفات اتحاد الكرة بقيادة هاني أبو ريدة.
محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، أعرب عن استيائه الشديد من تجاهل أبو ريدة لاتصالاته المتكررة وخطابات النادي الرسمية التي طالبت بحكام أجانب للمباراة المرتقبة.
ووفقًا لمصادر مقربة من القلعة الحمراء، فإن الخطيب يرى في هذا التجاهل محاولة متعمدة لتقويض موقف الأهلي في السباق على اللقب، مما دفعه إلى اتخاذ موقف صلب: إعادة المباراة بحكم أجنبي أو الانسحاب الكامل من الدوري حتى نهاية الموسم.
الخطيب كشف أن سبب اعتذاره الحقيقي عن المباراة لم يكن مجرد رفض للحكم المصري، بل رسالة احتجاج ضد ما يراه “تخبطًا إداريًا” يهدد نزاهة البطولة.
الأهلي أرسل عدة خطابات للاتحاد دون تلقي أي رد، مما أثار غضب الإدارة التي تتمسك بقرار سابق لرابطة الأندية يدعم استقدام حكام أجانب لمباريات القمة، وهو ما تؤيده اللوائح.
إلغاء مباراة القمة أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بنيران الغضب والانتقادات، حيث هاجم عشاق الكرة المصرية اتحاد الكرة ورابطة الأندية، متهمين إياهما بالفشل في إدارة المسابقة الأهم في البلاد.
الجماهير، التي كانت تترقب هذه المواجهة بشغف، رأت في القرار دليلاً على التسيب الإداري الذي أفسد متعة اللقاء الحاسم بين الأهلي والزمالك.
تعليقات مثل “الكرة المصرية في الحضيض” و”أين العدالة؟” اجتاحت المنصات، مما زاد الضغط على أبو ريدة ومسؤولي الاتحاد.
الأهلي، من جانبه، يرى أن مبارياته أمام الزمالك وبيراميدز ستكون الفيصل في تحديد بطل الدوري، وبالتالي فإن أي تقصير في ضمان التحكيم العادل يمثل تهديدًا مباشرًا لموقفه.
الخطيب يؤكد أن طلبه بحكام أجانب ليس تعنتًا، بل ضرورة لضمان نزاهة المنافسة في ظل التوترات المحيطة بالبطولة هذا الموسم.
لم يكتفِ الخطيب بالاحتجاج الكلامي، بل وضع اتحاد الكرة أمام خيار واضح: إعادة مباراة القمة بحكم أجنبي، أو مواجهة انسحاب الأهلي من الدوري بأكمله.
هذا التهديد ليس مجرد كلام، فقد أكدت إدارة النادي في خطاب رسمي تمسكها بحقها في التحكيم الأجنبي، مستندة إلى قرارات سابقة لرابطة الأندية تؤيد هذا المطلب.
الخطيب يرى أن تجاهل أبو ريدة لهذه الاتصالات ليس مجرد إهمال، بل موقف متعمد يهدف إلى فرض واقع غير عادل على النادي الأحمر.
في الوقت الذي يستضيف فيه أبو ريدة قادة الكرة العالمية والأفريقية، يواجه ضغطًا داخليًا متزايدًا من الأهلي وجماهيره.
الخطيب يلمح إلى أن هذا التجاهل قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع للتأثير على مسار الدوري، خاصة مع الشكوك المحيطة بترتيب المباريات والتحكيم.
الأهلي يطالب بإجراءات فورية تضمن الشفافية، محذرًا من أن استمرار الصمت سيفتح الباب أمام تصعيد قد يصل إلى المحافل الدولية.
