في عالم كرة القدم، حيث تتشكل الانتصارات داخل الملعب وخارجه، يبدو أن برشلونة يعيش لحظة مفصلية داخل غرفة الملابس.
تقارير من صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية كشفت عن مطالبات قوية من ثلاثة من نجوم الفريق – بيدري، لامين يامال، ورافينيا – بإعادة تقييم التشكيلة الأساسية، مع تركيز واضح على استبعاد روبرت ليفاندوفسكي ومنح الفرصة لفيران توريس، الذي يتألق بشكل لافت هذا الموسم.
هذا الصراع الداخلي قد يغير ملامح هجوم الفريق الكتالوني في المستقبل القريب، فما القصة وراء هذا التحول؟
لم يعد الأمر مجرد همسات في الكواليس، بل أصبح موقفًا واضحًا داخل الفريق. بيدري، يامال، ورافينيا، الذين يشكلون جزءًا حيويًا من تركيبة برشلونة الحالية، رفعوا أصواتهم للمدرب هانسي فليك، مؤكدين أن فيران توريس يستحق مكانًا أساسيًا على حساب ليفاندوفسكي.
وفقًا للمصادر، جاءت رسالتهم حاسمة: “فيران يقدم أداءً مذهلاً ويستحق الفرصة، بينما ليفاندوفسكي لا يقدم ما يكفي ليكون أساسيًا”.
هذا الضغط يعكس رغبة اللاعبين في رؤية فريق أكثر ديناميكية وحيوية في المرحلة القادمة.
فيران توريس، الذي بدأ الموسم كخيار احتياطي في أغلب الأحيان، أثبت أنه أكثر من مجرد بديل. تألقه في مباراة أتلتيكو مدريد، حيث سجل هدفين حاسمين قادا برشلونة لفوز ثمين، كان بمثابة إعلان عن جاهزيته لتحمل المسؤولية.
هذا الأداء لم يمر مرور الكرام، بل أشعل نقاشًا حول دوره في الفريق. توريس لا يقتصر على التسجيل فحسب، بل يظهر حركية عالية ومساهمة دفاعية لافتة، مما جعله محط إعجاب زملائه والجماهير على حد سواء.
السؤال الآن: هل حان وقت تتويجه كأساسي؟
على الجانب الآخر، يواجه روبرت ليفاندوفسكي، الهداف التاريخي والنجم البولندي المخضرم، موجة من الانتقادات. رغم أنه لا يزال يتصدر قائمة هدافي الفريق، فقد ظهرت علامات واضحة على تراجع مستواه هذا الموسم.
في مباراة أتلتيكو مدريد، سجل الهدف الافتتاحي، لكن أداءه العام لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات التي اعتاد الجميع رؤيتها منه. الحركة البطيئة والتمريرات غير الدقيقة جعلته هدفًا لانتقادات زملائه، الذين يرون أن وجوده في التشكيلة قد يعيق الإمكانيات الهجومية للفريق.
يجد هانسي فليك نفسه في موقف معقد.
من ناحية، ليفاندوفسكي يمتلك خبرة استثنائية وسجلاً يصعب تجاهله، حيث كان عنصرًا حاسمًا في نجاحات برشلونة خلال السنوات الأخيرة.
ومن ناحية أخرى، فيران توريس يقدم أداءً يصعب تجاهله، مع إصرار من نجوم الفريق على منحه دورًا أكبر.
المدرب الألماني يدرك أن استمرار توريس في التألق قد يجبره على إعادة ترتيب أولوياته، لكنه في الوقت نفسه يتردد في التخلي عن قائد هجومي مثل ليفاندوفسكي.
هذا التوازن الدقيق قد يدفع فليك إلى اعتماد استراتيجية التدوير بين اللاعبين، لكن القرار النهائي سيظل تحت الاختبار.
مع تصاعد هذا الصراع، يبدو أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة لهجوم برشلونة.
إذا استمر فيران توريس في تقديم عروض قوية، فقد يجد نفسه ينتقل من مقاعد البدلاء إلى قلب التشكيلة الأساسية.
في المقابل، يحتاج ليفاندوفسكي إلى استعادة بريقه المعهود ليثبت أن مكانته لم تهتز بعد. المنافسة بين اللاعبين ليست مجرد صراع على المركز، بل قد تحدد مسار الفريق في المنافسات الكبرى، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.