في ليلة أوروبية مشحونة بالإثارة، خطف نادي برشلونة الأنظار بفوزه المستحق على بنفيكا البرتغالي في دوري أبطال أوروبا، لكن القصة الحقيقية لم تكن فقط في النتيجة، بل في القرار المفاجئ الذي اتخذه رئيس النادي خوان لابورتا.
بعد مباراة شهدت تألقًا استثنائيًا للحارس البولندي فويتشيك تشيزني، قرر لابورتا حسم مصير اللاعب بعقد جديد حتى 2026، وذلك في لشبونة مباشرة عقب اللقاء.
فما الذي دفع لابورتا لهذا القرار السريع؟ وكيف أصبح تشيزني بطل هذه اللحظة؟
حقق برشلونة فوزًا ثمينًا بنتيجة 1-0 على بنفيكا في ذهاب دور الستة عشر لدوري الأبطال، في مباراة لم تكن سهلة بأي حال من الأحوال. فقد تعرض الفريق لضربة مبكرة بطرد المدافع الشاب باو كوبارسي في الدقيقة 22، مما أجبر الفريق على اللعب بعشرة لاعبين لأكثر من ساعة.
ورغم ذلك، أظهر الفريق الكتالوني تماسكًا دفاعيًا رائعًا، بقيادة حارس المرمى فويتشيك تشيزني، الذي كان الدرع الحقيقي أمام هجمات بنفيكا المتكررة. هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوية عن قوة شخصية الفريق تحت قيادة المدرب هانسي فليك.
في الرابعة والثلاثين من عمره، أثبت تشيزني أن الخبرة هي السلاح الأقوى في الملاعب الأوروبية.
بتصدياته الحاسمة وثقته اللافتة بين القائمين، نجح الحارس البولندي في إحباط محاولات بنفيكا، محافظًا على شباك فريقه نظيفة.
لم يكن أداؤه مجرد رد فعل سريع، بل كان مزيجًا من قراءة ذكية للعب ومهارة فنية عالية، مما جعله الرجل الأبرز في تلك الليلة. هذا التألق لم يمر مرور الكرام، بل جذب انتباه خوان لابورتا الذي كان يتابع المباراة من المدرجات في لشبونة.
وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، لم ينتظر لابورتا طويلًا لاتخاذ خطوته التالية. الحارس الذي انضم لبرشلونة كبديل مؤقت بعد إصابة مارك أندريه تير شتيجن، أثبت أنه أكثر من مجرد حل طارئ.
عقده الحالي ينتهي في صيف 2025، لكن أداءه المذهل دفع رئيس النادي لعرض تمديد العقد لعام إضافي حتى 2026.
القرار جاء بموافقة كاملة من المدرب هانسي فليك، الذي يرى في تشيزني عنصرًا أساسيًا لاستمرارية النجاح في الموسم الحالي والمقبل.
لم يكن قرار التمديد مجرد رؤية إدارية من لابورتا، بل جاء مدعومًا بثقة المدرب واللاعبين.
يُعرف فليك بتقديره للاعبين ذوي الخبرة، ويرى في تشيزني حارسًا يتمتع بالجودة والاستقرار اللازمين للمنافسة على أعلى المستويات.
داخل غرفة الملابس، حظي الحارس البولندي باحترام زملائه بفضل احترافيته وأدائه الثابت منذ وصوله. هذا الدعم الجماعي يعكس مدى اندماج تشيزني في منظومة برشلونة بوقت قياسي.
عندما انضم تشيزني إلى برشلونة، كان الهدف تعويض غياب تير شتيجن المصاب، لكنه سرعان ما تحول إلى أكثر من مجرد حارس احتياطي.
أداؤه المتميز لم يقتصر على مباراة بنفيكا، بل امتد إلى عدة لقاءات أظهر فيها قدرته على تحمل الضغط والتألق في اللحظات الحاسمة.
هذا التحول جعل تجديد عقده قرارًا منطقيًا، خاصة مع رغبة النادي في تعزيز استقراره في مركز حراسة المرمى.