تتصاعد الأجواء داخل النادي الأهلي مع اقتراب موعد مباراة القمة أمام الزمالك، لكن هذه المرة ليست المنافسة على أرض الملعب وحدها ما تشغل اللاعبين، بل قرار مثير للجدل اتخذه المدرب السويسري مارسيل كولر.
المواجهة المرتقبة، التي ستُقام يوم الثلاثاء المقبل في التاسعة والنصف مساءً على ستاد القاهرة الدولي ضمن الجولة الأولى من مرحلة التتويج بدوري NILE، تسبقها حالة من الغضب الجماعي بين نجوم الفريق الأحمر.
فما الذي أثار هذا الاضطراب؟
يعيش لاعبو الأهلي حالة من الاستياء الواضح بسبب رغبة كولر في فرض معسكر مغلق يبدأ من يوم الأحد، أي قبل 48 ساعة من انطلاق المباراة.
هذا القرار، الذي يهدف إلى ضمان التركيز الكامل استعدادًا للديربي، قوبل برفض واسع من اللاعبين الذين يرون أن التوقيت غير مناسب. السبب؟ ارتباط عدد منهم بمناسبات عائلية خاصة في شهر رمضان، وهي فترة تكتسب أهمية اجتماعية كبيرة تجمع الأسر والأصدقاء.
اللاعبون، الذين اعتادوا على جدول تدريبي مرن نسبيًا في الأيام العادية، يشعرون أن هذا القرار يحد من حريتهم الشخصية في وقت حساس، مما أثار موجة من الامتعاض داخل غرفة الملابس.
هذا التوتر يضع كولر في موقف دقيق، حيث يسعى لفرض انضباطه المعهود بينما يواجه مقاومة غير متوقعة من فريقه.
لم يكن قرار المعسكر المغلق مجرد فكرة عابرة، بل جزءًا من استراتيجية كولر للتحضير للمباراة التي يراها حاسمة في مشوار الدوري. لكن رد فعل اللاعبين جعل الموقف أكثر تعقيدًا.
ووفقًا لمصادر داخل النادي، يعتزم المدرب السويسري عقد جلسة مع الفريق مساء اليوم لمناقشة البرنامج التدريبي وإبلاغهم بالقرار النهائي.
هذه الجلسة قد تكون حاسمة في تهدئة الأجواء أو تصعيدها، حسب ما إذا كان كولر سيتمسك بموقفه أو يتنازل جزئيًا لإرضاء لاعبيه.
الرفض الجماعي للمعسكر يعكس رغبة اللاعبين في تحقيق توازن بين الالتزامات الرياضية والحياة الشخصية، خاصة في ظل الضغط الكبير الذي يواجهونه في الفترة الحالية.
لكن بالنسبة لكولر، المعسكر المغلق هو أداة لضمان التركيز والجاهزية البدنية والذهنية، وهو نهج اعتمده بنجاح في مواجهات سابقة.
يعود الأهلي اليوم لاستئناف تدريباته الجماعية بعد فترة راحة استمرت 48 ساعة منحها كولر للاعبين عقب الانتصار على طلائع الجيش يوم الأربعاء الماضي.
هذه الراحة جاءت لتجديد طاقة الفريق بعد سلسلة من المباريات المكثفة، لكنها لم تمنع الجدل من الظهور مع إعلان خطة المعسكر.
البرنامج التدريبي المقبل سيركز على الجوانب التكتيكية لمواجهة الزمالك، مع التركيز على نقاط القوة والضعف لدى الغريم التقليدي.
كولر، المعروف بصرامته واهتمامه بالتفاصيل، يرى أن المباراة أمام الزمالك ليست مجرد لقاء عادي، بل نقطة تحول قد تؤثر على ترتيب الدوري.
لكن نجاح خطته يعتمد الآن على مدى استجابة اللاعبين وقدرته على احتواء غضبهم.
مع اقتراب الموعد، يبقى السؤال المعلق: هل سيؤثر هذا التوتر على أداء الأهلي في المباراة؟ الفريق، الذي يمتلك سجلاً قوياً في مواجهات القمة، قد يجد نفسه أمام تحدٍ داخلي قبل الخارجي.
إذا نجح كولر في تهدئة اللاعبين واستعادة انسجامهم، فقد يتحول هذا الغضب إلى حافز إضافي لتقديم أداء قوي. أما إذا استمر الخلاف، فقد ينعكس ذلك سلبًا على التركيز والروح المعنوية.
