في ليلة لن تُنسى على ملعب ميتروبوليتانو، قلب برشلونة تأخره بهدفين إلى انتصار مذهل بنتيجة 4-2 أمام أتلتيكو مدريد، ليضيف فصلاً جديدًا إلى مسيرته في الدوري الإسباني.
هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل شهادة على قوة الفريق وروحه القتالية، أشعلت فرحة عارمة في غرفة الملابس.
لكن وسط هذا الاحتفال، برزت نغمة نشاز: فيرمين لوبيز، النجم الشاب، لم يشارك في هذه الملحمة، مما أثار غضبًا دفينًا لدى المدرب هانسي فليك. فما القصة وراء هذا الخلاف؟
كانت مباراة أتلتيكو مدريد بمثابة اختبار حقيقي لبرشلونة، الذي واجه شبح الهزيمة قبل أن ينتفض بقوة في الشوط الثاني.
الأهداف الأربعة التي سجلها الفريق أعادت الأمل للجماهير في المنافسة على اللقب، وحولت اللاعبين إلى أبطال في عيون المشجعين.
لكن، وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، لم يكن الجميع يشارك في هذه النشوة. فيرمين لوبيز، أحد أبرز المواهب الشابة في النادي، بقي على مقاعد البدلاء طوال المباراة، وهو قرار لم يتقبله بسهولة.
لم يكن غياب فيرمين عن المشاركة في تلك الليلة حدثًا معزولاً، بل جزءًا من نمط بدأ يتكرر في الآونة الأخيرة.
اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا، الذي أظهر إمكانيات كبيرة في وقت سابق، يجد نفسه محصورًا في دور ثانوي، بعيدًا عن دائرة الضوء. هذا الوضع أثر بشكل واضح على معنوياته، حيث يشعر أنه يستحق فرصة أكبر لإثبات قيمته.
فيرمين لا ينكر المنافسة الشرسة داخل الفريق، لكنه يعتقد أن موهبته تستحق أكثر من مجرد دقائق متقطعة.
لا يمكن إنكار أن خط وسط برشلونة يعج بالمواهب الاستثنائية، مما يجعل مهمة هانسي فليك في اختيار التشكيلة تحديًا حقيقيًا.
داني أولمو يتألق بتنوعه وقدرته على حسم المباريات، جافي يجسد روح الفريق بحماسه اللافت، بينما يضيف بيدري وفرينكي دي يونغ الإبداع والاستقرار.
في هذا السياق، يجد فيرمين لوبيز نفسه في موقف صعب، حيث تتفوق هذه الأسماء عليه في ترتيب الأولويات حاليًا.
لكن هذا التكدس لا يخفف من إحباط اللاعب الشاب، الذي يرى أن لديه ما يقدمه إذا أُتيحت له الفرصة.
هانسي فليك ليس غافلاً عن انزعاج فيرمين. المدرب الألماني، المعروف بحرصه على الانضباط والانسجام داخل الفريق، أبدى استياءه من رد فعل اللاعب بعد المباراة.
فليك يقدر موهبة فيرمين ويؤمن بإمكانياته، لكنه يرى أن هناك لاعبين يقدمون أداءً أكثر استقرارًا في الوقت الحالي.
في محادثات سابقة، طمأن فليك اللاعب بأن دوره سيأتي، لكن هذه الوعود لم تعد كافية لتهدئة فيرمين، الذي يطالب بفرص حقيقية على أرض الملعب بدلاً من الكلمات.
فيرمين لوبيز ليس مجرد لاعب عادي، بل موهبة واعدة يراهن عليها برشلونة للمستقبل. لكنه في الوقت نفسه بحاجة إلى وقت لعب منتظم لتطوير مهاراته والحفاظ على زخمه.
استمرار تهميشه قد يدفعه للتفكير في خيارات أخرى، سواء عبر إعارة إلى نادٍ آخر أو حتى انتقال دائم إذا لم يتغير وضعه.
برشلونة، من جانبه، لا يرغب في خسارة أحد أبناء لاماسيا المميزين، لكن إبقاءه على الدكة قد يكون مخاطرة كبيرة.
في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يعقد فليك وديكو، المدير الرياضي للنادي، اجتماعًا مع فيرمين لمناقشة مستقبله.
الفريق يسعى للحفاظ على توازن بين تلبية طموحات اللاعب الشاب والحفاظ على استقرار التشكيلة الأساسية.
هل سيتمكن فليك من إيجاد مكان لفيرمين في خططه، أم أن هذا التوتر سيفتح الباب لتغييرات أكبر؟ الإجابة ستعتمد على قدرة الطرفين على التوصل إلى حل يرضي الجميع.