
عاد الحكم البولندي سيمون مارسينياك إلى دائرة الضوء مجدداً، لكن هذه المرة بسبب قرار مثير للجدل أعاد فتح نقاش حول حياديته واتساق قراراته.
في مباراة إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد، ألغى مارسينياك ركلة ترجيح نفذها جوليان ألفاريز بحجة لمس الكرة مرتين، لكن مقطع فيديو من نهائي كأس العالم 2022 كشف عن تناقض صارخ عندما تغاضى عن حالة مشابهة لليونيل ميسي، مما أثار تساؤلات حول معاييره في تطبيق القانون.
دخل ريال مدريد مباراة الإياب مستفيداً من فوزه 2-1 في الذهاب على ملعب “سانتياغو برنابيو”، لكن أتلتيكو مدريد قلب الطاولة بفوز 1-0 في ملعبه، لتمتد المواجهة إلى الأشواط الإضافية ثم ركلات الترجيح.
في تلك اللحظة الحاسمة، تقدم ألفاريز لتسديد الركلة الثانية لأتلتيكو، ونجح في هز الشباك، لكن فرحة الجماهير سرعان ما تحولت إلى غضب.
بعد مراجعة تقنية الفيديو “VAR”، قرر مارسينياك إلغاء الركلة، مشيراً إلى أن ألفاريز لمس الكرة مرتين نتيجة انزلاقه أثناء التنفيذ.
القرار أشعل احتجاجات عنيفة من لاعبي أتلتيكو وجماهيرهم، الذين اعتبروا أن الحكم طبق القانون بصرامة مفرطة في لحظة مصيرية، ساهمت في تأهل ريال مدريد بنتيجة 4-2 في ركلات الترجيح. لكن الجدل لم يتوقف هنا، بل تصاعد مع ظهور دليل جديد يعيد النظر في نزاهة مارسينياك.
❌بعد العودة إلى تقنية الفيديو، الحكم يلغي الركلة الترجيحية الثانية لأتليتيكو مدريد التي سددها ألفاريز #دوري_أبطال_أوروبا | #رمضان_مع_beIN | #اتلتيكو_ريال_مدريد#UCL | #RamadanwithbeIN pic.twitter.com/YOKtyqGFMU
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) March 12, 2025
فيديو متداول من نهائي كأس العالم 2022 بين الأرجنتين وفرنسا أعاد إشعال النقاش. في تلك المباراة التاريخية، التي أدارها مارسينياك أيضاً، نفذ ليونيل ميسي ركلة ترجيح بدت مشابهة بشكل لافت لما فعله ألفاريز.
الإعادة أظهرت أن الكرة تعرضت للمسة ثانية طفيفة أثناء تسديد ميسي، لكن الحكم البولندي لم يتردد في احتساب الهدف، ولم يُشر إلى أي مراجعة عبر “VAR”، مما ساهم في تتويج الأرجنتين باللقب.
هذا التناقض أثار موجة من التساؤلات: لماذا تجاهل مارسينياك القانون في حالة ميسي وطبقه بصرامة على ألفاريز؟ هل كان القرار متأثراً بضغط اللحظة أو أهمية المباراة؟ الفيديو، الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل، وضع الحكم تحت مجهر الانتقادات، مع اتهامات بازدواجية المعايير.
لاعبو أتلتيكو، بقيادة المدرب دييغو سيميوني، لم يخفوا استياءهم. سيميوني قال في المؤتمر الصحفي: “لم أرَ دليلاً واضحاً يثبت أن ألفاريز لمس الكرة مرتين بطريقة متعمدة. القرار كان قاسياً في لحظة حاسمة.”
في المقابل، دافع خبراء تحكيم عن موقف مارسينياك، مشيرين إلى أن القانون واضح: أي لمسة ثانية، حتى لو غير مقصودة، تُلغي الركلة. لكن هذا التفسير لم يهدئ الجماهير، التي رأت في الفيديو دليلاً على تحيز محتمل أو تفاوت في الحكم.
سيمون مارسينياك، الذي يعتبر أحد أفضل حكام العالم بعد قيادته لنهائي المونديال، وجد نفسه في موقف حرج. في تصريحات سابقة، أكد أن قراره بإلغاء ركلة ألفاريز جاء بعد شك شخصي، وليس بطلب من حكام “VAR”، لكنه لم يعلق حتى الآن على مقارنة لقطة ميسي.
هذا الصمت زاد من حدة الانتقادات، مع مطالبات بتوضيح رسمي من الاتحاد الأوروبي “يويفا” حول معايير تطبيق القوانين في مثل هذه الحالات.
رغم الجدل، يبدو تغيير نتيجة مباراة ريال مدريد وأتلتيكو مستبعداً، إذ انتهت المواجهة رسمياً بتأهل “الملكي” إلى ربع النهائي.
لكن الحادثة قد تدفع “يويفا” لمراجعة بروتوكولات “VAR” في ركلات الترجيح، خاصة في الحالات التي تتعلق بلمسات غير متعمدة. كما أن سمعة مارسينياك، التي كانت محل إشادة واسعة، قد تتأثر إذا استمر الجدل دون رد قاطع.
Meme arbitre, deux décisions différentes 🤡 https://t.co/7U7Omaw7kB pic.twitter.com/ouHFvi54zX
— Mbappe le sioniste 🛸 (@SugePeso2) March 12, 2025