تتصاعد الأحاديث حول عودة النجم البرازيلي نيمار إلى برشلونة، لكن هذه الفكرة لم تلقَ ترحيبًا من الجميع داخل النادي.
مع اقتراب انتهاء عقده مع سانتوس هذا الصيف، يصبح نيمار لاعبًا حرًا، مما يجعل فكرة عودته إلى كامب نو خيارًا مطروحًا بقوة.
لكن في غرفة الملابس، تثير هذه الخطوة جدلاً واسعًا قد يؤثر على استقرار الفريق وخطط المدرب هانسي فليك.
ووفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، يرى مجلس إدارة برشلونة في نيمار فرصة ذهبية. اللاعب يمتلك مهارات استثنائية، وتأثيره التسويقي قد يعزز مكانة النادي رياضيًا وتجاريًا.
لكن هذا الاقتراح لم يحظَ بإجماع داخل الفريق. بعض اللاعبين يخشون أن يعكر حضور نيمار الأجواء الإيجابية التي يعيشها برشلونة حاليًا، والتي ساهمت في تحقيق استقرار ملحوظ.
في قلب هذا الجدل، يبرز موقف الثنائي الشاب بيدري وجافي. أعرب اللاعبان عن قلقهما من عودة نيمار، مشيرين إلى أن اندماجه مع رؤية هانسي فليك قد يكون صعبًا.
هذا الرفض القاطع لم يمر دون أن يصل إلى علم المدرب الألماني، مما يضع الإدارة أمام تحدٍ جديد.
يركز هانسي فليك على بناء فريق متماسك يعتمد على الضغط المكثف والانسجام الجماعي. هذا الأسلوب يتطلب تضحيات دفاعية من جميع اللاعبين، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة نيمار على التكيف.
النجم البرازيلي معروف ببراعته الهجومية وأسلوبه الفردي، لكنه لم يُظهر تطورًا كبيرًا في الجوانب الدفاعية، مما قد يتعارض مع فلسفة فليك.
لاعبون مثل بيدري وجافي، اللذين يتميزان بالانضباط التكتيكي والحركة المستمرة، يرون أن عودة نيمار قد تشكل عائقًا أمام تحقيق هذا التوازن.
الخشية ليست فقط من أدائه على أرض الملعب، بل من تأثيره على ديناميكية الفريق ككل.
جانب آخر يثير القلق هو تطور النجوم الصاعدة مثل لامين يامال وفيرمين لوبيز. هؤلاء اللاعبون الشباب يحظون بثقة متزايدة ويتقدمون بخطى ثابتة ضمن صفوف الفريق.
لكن وجود نجم بقامة نيمار قد يقلص فرصهم في المشاركة، أو يضعهم تحت ضغط إعلامي وجماهيري قد يعيق نموهم.
هذه النقطة تحديدًا تُعد من أبرز أسباب تحفظ بيدري وجافي، اللذين يمثلان جيلًا جديدًا يسعى لترك بصمته في برشلونة.
عودة نيمار قد تُعيد الفريق إلى مرحلة الاعتماد على الأفراد بدلاً من بناء مشروع جماعي طويل الأمد.
يبدو أن ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، على دراية كاملة بهذه الانقسامات داخل غرفة الملابس.
ورغم الجاذبية التي يمثلها نيمار كصفقة مجانية، فإن آراء اللاعبين قد تلعب دورًا محوريًا في اتخاذ القرار.
الإدارة تواجه معضلة حقيقية: هل تستثمر في عودة نجم كبير على حساب استقرار الفريق، أم تستمر في دعم مشروع فليك القائم على الشباب والانسجام؟