ملعب لقطات

ليس فينيسيوس ولا مبابي.. سيميوني يصدم الجميع ويركز على إيقاف نجم ريال مدريد المخضرم في ديربي دوري الأبطال

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى ملعب سانتياغو برنابيو، حيث يستضيف ريال مدريد غريمه التقليدي أتلتيكو مدريد في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا. هذه المواجهة، التي تحمل طابع الإثارة والتحدي، ليست مجرد ديربي عادي، بل فرصة حاسمة لكلا الفريقين لتأمين خطوة أولى نحو ربع النهائي.

لكن ما أثار دهشة الجميع لم يكن التركيز على النجوم الهجوميين مثل مبابي أو فينيسيوس، بل قرار دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو، بتوجيه لاعبيه لمراقبة لاعب غير متوقع: لوكا مودريتش. فما السر وراء هذا القرار؟ وكيف سيتأثر مجريات المباراة؟

انتهت المؤتمرات الصحفية التي عُقدت للحديث عن أولى مواجهات الديربي المدريدي في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، حيث يلتقي الفريقان بعد غياب طويل عن هذا النوع من المواجهات القارية المباشرة.

آخر لقاء جمع الفريقين في مرحلة خروج المغلوب كان في كأس السوبر الأوروبي عام 2018، حين تمكن أتلتيكو مدريد من التغلب على ريال مدريد في مباراة امتدت للأشواط الإضافية بإستونيا.

الآن، وبعد قرابة سبع سنوات، يطمح أتلتيكو مدريد بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني لتحقيق فوز تاريخي على ريال مدريد في مرحلة خروج المغلوب بدوري الأبطال، وهو إنجاز لم يحققه الروخيبلانكوس من قبل في هذه البطولة.

المباراة التي ستقام على ملعب البرنابيو تمثل الجولة الأولى من هذا الصراع، حيث ستحدد الـ90 دقيقة الأولى بشكل كبير مصير الفريقين في المسابقة الأوروبية.

في الوقت الذي توقع فيه الكثيرون أن يركز سيميوني على إيقاف خط الهجوم المرعب لريال مدريد، بقيادة كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، جاءت تعليمات المدرب الأرجنتيني مفاجئة وغير متوقعة.

سيميوني لم يضع الثنائي الهجومي في صدارة أولوياته، بل ركز بشكل أساسي على لاعب خط الوسط المخضرم لوكا مودريتش، معتبرًا إياه العقل المدبر وراء تحركات ريال مدريد في المباريات الحاسمة.

سيميوني، الذي يعرف جيدًا قدرات مودريتش، أكد في تعليماته للاعبيه أن الكرواتي هو المفتاح الأهم في خطة ريال مدريد. اللاعب البالغ من العمر 38 عامًا يمتلك خبرة استثنائية وقدرة فائقة على التحكم في إيقاع المباراة، وهو ما يجعله خطرًا حقيقيًا في المواجهات الكبرى.

سيميوني أوضح للاعبيه ضرورة منع مودريتش من إرسال تمريراته الحاسمة، خاصة الكرات التي قد تصل خلف خط الدفاع، وقال بشكل صريح: “لا يمكن لمودريتش أن يمرر كرة واحدة خلف دفاعنا، يجب أن نراقبه باستمرار مهما كلفنا الأمر”.

قد يتساءل البعض عن سبب تركيز سيميوني على مودريتش بدلاً من النجوم الهجوميين الذين يُشكلون خطرًا مباشرًا على مرمى أتلتيكو. الإجابة تكمن في فلسفة سيميوني الدفاعية واستراتيجيته في مواجهة الفرق الكبرى.

المدرب الأرجنتيني يدرك أن فينيسيوس ومبابي يعتمدان بشكل كبير على التمريرات الدقيقة والمساحات التي يخلقها لاعبو خط الوسط، ومودريتش هو الأقدر على توفير هذه المساحات بفضل رؤيته الاستثنائية وقدرته على قراءة المباراة.

إيقاف مودريتش، حسب رؤية سيميوني، سيحد من فعالية خط الهجوم المدريدي بشكل كبير، حيث سيضطر مبابي وفينيسيوس للتحرك في مساحات ضيقة دون الدعم الكافي من خط الوسط.

هذه الخطة تعكس الذكاء التكتيكي لسيميوني، الذي يسعى دائمًا لقطع خطوط الإمداد قبل مواجهة الخطر المباشر.

هذه المواجهة ليست مجرد مباراة عادية، بل هي معركة حقيقية ستحدد بشكل كبير مصير الفريقين في دوري أبطال أوروبا. بالنسبة لأتلتيكو مدريد، تحقيق نتيجة إيجابية في البرنابيو سيكون بمثابة دفعة معنوية هائلة قبل مباراة الإياب على ملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو.

أما بالنسبة لريال مدريد، فالفوز على أتلتيكو سيؤكد هيمنته المحلية والأوروبية، ويعزز من آماله في المنافسة على اللقب القاري مرة أخرى.

نجاح سيميوني في تطبيق خطته لإيقاف لوكا مودريتش قد يكون المفتاح الأساسي لرجال أتلتيكو للتأهل إلى ربع النهائي.

إذا تمكن لاعبو أتلتيكو من فرض رقابة صارمة على المايسترو الكرواتي، فقد يتمكنوا من إرباك خطة كارلو أنشيلوتي والخروج بنتيجة إيجابية من قلب البرنابيو.

أحمد شعبان

أحمد شعبان ، محاسب ، أهوى التدوين والعمل على الانترنت ، متابع لجميع الدوريات العربية والاوروبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى