إنها فوهات المجد التي رفضت دخول أحد إليها، وأمام إصرارهم على الدخول للظفر بما أرادوا من كنوز سيكون عليهم تقديم أرواحهم ثمنا لصفقة محكوم عليها بالمجهول، أيام مضت وكل من دخل لا يستطيع الخروج، فلا هم نالوا ذهبا ولا جنوا فضة ..
فإلي أين أخذتهم هذه الفوهات الغامضة؟ وكيف عجزت أكبر المعدات عن الوصول إليهم؟
هي فوهات غريبة في تكوينها ظهرت من أعماق الأرض، متعددة التضاريس لكنها ليست كأي فوهات فقد وقعت، تحت سيطرة غموض لا ينتهي ولا يعرف أحد مصير، من حاول كشف أسراره .. أهي قوة الجان الخفية؟ أم أغوار الأرض المحرمة على أقدام البشر أن يطأوها ولا يستطيعوا أن يبلغوا أعماقها.
سلم الهبوط إلى الكنز
ولكن ما الذي يمنع من المحاولة وأية أخطار تلك التي تحول بين راغبي الذهب ومصادره المضمونة، إن في أعماق هذه الفوهات ثروات تعادل ميزانيات مدن بأكملها .. ولن تمنع مشاهد الرعب المحيطة بها.
بشر من المحاولة حتى لو كان يعلم علم اليقين أن تلك المحاولة ستكون الأخيرة وأنه قبل إتمامها، عليه حتما أن يودع الأهل والأحباب، وذلك لأن احتمالات العودة إلى الحياة ستكون صفرا.
تحقيقات رسمية
ولكن ما حقيقية ابتلاع آبار الذهب لروادها؟ تقتضي الإجابة على ذلك السؤال تتبع أسباب ارتياد هؤلاء المنقبين لآبار الذهب المتواجدة في مواقع متفرقة في جزيرة سولاويزي ، والذين لم تبتلعهم تلك الآبار بمحض قدراتها الغامضة فحسب،لأن دخولهم تلك الآبار صوب الأعماق السحيقة، إنما يعود إلى قرار ذاتي لديهم طبقوه مع أسبقية، علمهم بالمخاطر التي تحيط بمن حاول دخول أعماق هذه الآبار.
الجزيرة اللامعة
جزيرة سولاويزي.. معروفة بوجود مناجم الذهب، التي يعتقد السكان المحليون أنها آبار الذهب الغامضة، لكن البحث عن المعدن الأصفر في أعماق تلك الآبار، انتهى بنهاية حياة أولئك الذين قرروا دخول هذه الفوهات، فلم يخرجوا منها بذهب أو بسلامة لحياتهم.
من يحسم مصير الهابطين
كان على سلطات جزيرة سولاويزي بدء تحقيقات موسعة بشأن نهايات غامضة لعدد من الأشخاص قرروا دخول فوهات الذهب.تأهبت الأجهزة الأمنية والمحققون في الجزيرة لكشف أسباب النهايات الغامضة لهؤلاء المنقبين.
الحياة مسؤولية أصحابها
«إن نتائج التحقيقات واضحة وضوح الشمس» ، «إن هؤلاء المنقبين هم طرف أصيل في نهايتهم الغامضة» كانت تلك خلاصة التحقيقات التي توصلت إليها السلطات الإندونيسية بشأن الأحداث التي وقعت في الجزيرة.
الرواية الرسمية تؤكد إذن: إنه لا صحة لأية ادعاءات ذهب مروجوها إلى احتمالات تسبب الجان في نهايات البشر
الغامصة في آبار الذهب.
السلطات بتقييمها لهذه المواقع اعتبرتها غير خاضعة للإجراءات التأمينية المناسبة، وبالتالي فإن من يدخلها عليه أن يتحمل مسؤولية حياته وسلامته الشخصية..
فهل يتعظ السكان من أحداث الجزيرة الأخيرة أم يبقوا محكومين ببريق الذهب وأحلام الثراء.