لا تعرف الأزمات إلى ديارهم سبيلا ولنسائهم جمال طبيعي بعيدا عن أدوات التجميل ولصحتهم قوة لا تقارن بغيرهم من سكان دول العالم كافة.. حتى أصبحوا مصدر حيرة للعلماء وبات السؤال الأساسي لكل من حاول دراسة سيرتهم مفاده: «كيف حققوا تلك المعادلة النادرة في تلك البقعة المخفية من العالم وما هي طريقة الوصول إلى ذات مستواهم؟». . ما أسرار قبيلة الهونزا الذين حققوا مقاييس الجنة على الأرض
إنهم شعب الهونزا الذي باتت حياته واحدة من الممالك السرية التي لا يصلها غيرهم من البشر، فهم على جمال خلقتهم أطول البشر أعمارا وأقواهم بنية وأشدهم صحة.. وبالكاد وصل الباحثون إلى نمط حياتهم دون أن يباشروا تحاليل علمية أو يجروا دراسات طبية دقيقة على أحوالهم لعلهم يصلون إلى إجابة.
سر سلسلة الجبال الغريبة
في قلب الجبال الشاهقة الارتفاع نمت حياة الهونزا في مدينة باكستانية تسمى «كريم آباد»، ويرصد الباحثون منطقة جغرافية فريدة من نوعها لمكان سكنهم وهي سلسلة جبال قراقرم وبامير والهيمالايا
أصبحت حياة الهونزا أقرب إلى أفلام الخيال العلمي بين مواقع تبدو للناظرين مناطق خلابة لسكان لا يعرفون الحزن والكدر.. واندهش العلماء حينما تتبعوا طرق حياة هؤلاء الناس من البشر فهم لا يعانون أي أزمات من ارتفاع أسعار اللحوم؛ لأنهم – ببساطة – لا يأكلون أية بروتينات ومعظمهم نباتيون يعمدون إلى الصوم يومين كل سبعة أيام يكون غذاؤهم في هذين اليومين عصيرا من عصائر الفاكهة الطبيعية.
مشروب قلب الجبال يحميهم
ماء يشربونه من قلب الجبال يحمل ذات اسمها توصلت بعض الدراسات إلى أنه غني بمعادن ومضادات أكسدة طبيعية تدعم الجسم وقدرته على تجاوز أية أزمات صحية وهو ما يفسر المناعة القوية لهؤلاء السكان في تلك المنطقة الفريدة من العالم.
يفسر البعض سر الجمال الفائق لدى نساء الهونزا إلى حياتهم الطبيعية والمشي بمعدل يومي ثابت يطبقه جميع سكان المنطقة فضلا عن الاهتمام باستخدام الزيوت الطبيعية للعناية بالجسم والبشرة وعدم التعرض إلى أية ملوثات تؤثر سلبا على الصحة.
قصة وادي الذهب
«شعب وادي الخالدين» هكذا أطلق عليهم المعنيون بدراسة القبائل بعد أن تبين أن أعمار الهونزا تفوق أعمار أغلبهم أحيانا المائة عام لا يذهب أحد سكانها إلى طبيب.. ولديهم كانت تكثر الهدايا المصنوعة من الذهب وإليه تعود تسمية المنطقة السابقة حيث عرفت باسم «وادي الذهب».
يتجاوز عمر المنطقة التي تبدو جنة طبيعية معزولة عن العالم مسافة وارتفاعا أكثر من ألف ومائتي عام وفق نقوش وكتابات أثرية تم اكتشافها في بعض القلاع والمواقع الأثرية في الهونزا.
خصوصية مطلقة بمنازل تراثية
أما منازل الهونزا التي تبدو تحفا أثرية معمارية فكل منها قسمان أحدهما للرجال والآخر للسيدات لضمان الخصوصية المطلقة ويعنى الهونزا كثيرا بأي غريب يزورهم فهو ضيف يضعونه على الرؤوس لكنه ليس من حقه الرحيل عن البيت دون إذن من صاحبه.
الإنجاب في الهونزا سر عجيب لم يصله الطب بعد والسيدات ينجبن حتى بلوغهن السبعين عاما من العمر، وإلى الحياة الطبيعية والبعد عن الملوثات الحديثة يبرر الباحثون الذين تتبعوا نمط الحياة الذي يحياه سكان تلك المنطقة الذين لا تطالهم أزمات صحية ولا يمس الشيب رؤوسهم.. كما لو كانوا مخلدين في جنة من جنان الله في أرضه.