شجرة تنتشر حولها الأساطير والحكايات الشعبية المرعبة، يقول البعض أنها الجان كان وما زال يسكن حولها، وأنها ليست من هذا العالم، بل حلت علينا من عوالم أخرى، لكن ليس هذا هو ما يهم، فتلك النبتة يُعتقد أنها قادرة على شفاء أكثر من 50 علة مزمنة في أجساد البشر. فما هو شكل تلك النبتة المدهشة؟ وأين توجد؟ وما هي أسرار فوائدها العلاجية الضخمة؟ وهل كُل ما يذكر عنها صحيح علميا؟
اسمها العِشار وتعرف في الثقافة الشعبية بنبتة الجان، إذا ألقيت نظرة على هذا النبات لأول مرة سترى أمامك أفرعا متخشبة هشة يلفها لحاء إسفنجي، وكل هذا في نبات دائم الخضرة.
أوراقه الخضراء كبيرة وخضمة وتمتلأ بالعصارة اللبنية الغزيرة والتي سيكون لها الفضل معظم عمليات الشفاء التي سأذكرها لكم لاحقًا.
أما بذورها البُنية فيوجد بنهايتها شعر حريري أبيض ناعم جداً ويتراوح طولها ما بين الـ 5مم الى 3سم متصلة بالبذور من جهة طرفها المدبب.
في العادة تحتوي الثمرة الواحدة على مائتي بذره في المتوسط، كل بذرة منها تحتوى عل نسبة زيت تتراوح ما بين 27 إلى 30 %.
تستخدم عصارة اللبن من هذه الثمرة والازهار ولحاء الجذور في علاج العديد من الامراض مثل علاج اضطرابات الجهاز الهضمي والربو والكحة والنزلات،
كل جزء في هذا النبات يكاد يكون في حد ذاته علاجا لشيء ما، فعلى سبيل المثال يستخدم النبات نفسه كملين للأمعاء، وطارد للديدان، ودواء للقرحة، ويقوم البعض بوضع اوراق هذا النبات ساخنة على البطن ليتم تخفيف الم البطن والمعدة،
أما أزهاره فهي مقوية وفاتحة للشهية، وتستخدم في علاج الربو، وفي الهند على سبيل المثال تُستخدم لعلاج الكوليرا والبرد والكحة وسعال الشعب الهوائية، وطاردة للبلغم.
أما السائل الخارج من النبات فهو يساعد على علاج فوائد لسعات العقارب ويتم استخدامه كحل مؤقت في الطريق إلى للمستشفى.
إذا أين يوجد هذا النبات السحري؟
لا تقلق فهذا النبات لا يعاني من الندرة، فأماكن وجوده موزعة على صحاري بعض دول الخليج في مصر والسعودية بل ويوجد في كل البلدان الصحراوية كالهند وباكستان وأفغانستان وأغلب المناطق الرملية،
وتعد قارة أفريقيا من أكثر القارات التي تشهد انتشارا لنبتة الجان بداية من سواحلها الشمالية الشرقية حتى السواحل الغربية الجنوبية ومرورا بوسط القارة.
ولكن ومع كل ما سبق فإن بعض المختصين يحذرون من تناوله بكميات كبيرة حيث أنه نبات سام ويضر الكبد والرئة.
لكن هناك دراسات أخرى تُثبت أن نبتة الجان كافحت بالفعل العديد من الأمراض، واستطاعت القضاء على العديد من الآفات الزراعية بنجاح بعد التجربة.
لتترك تلك التجارب الباب مفتوحا للتكهنات حول جدوى تلك النبتة الغريبة
