شخصية أسطورية في تاريخ البرازيل، عاش خلال القرن التاسع عشر كشخص مستعبد واكتسب شهرة بسبب طوله الاستثنائي وقوته وخصوبته، إنه باتا سيكا المعروف أيضًا باسم روكي خوسيه فلورينسيو
تمحور وجوده المأساوي حول إنشاء سلالة قوية من العبيد، حيث تم شراؤه بهدف وحيد هو إنتاج ذرية لصالح مالكه.
تربية العبيد
تربية العبيد كانت ممارسة شائعة في ولايات العبيد بالولايات المتحدة وكذلك في أمريكا الجنوبية يمارسها مالكي العبيد لإجبار العبيد على التكاثر بشكل منهجي لبيعهم وزيادة التربح منه.
وشملت تلك الممارسات العلاقات الجنسية القسرية بين العبيد الذكور والإناث، والحمل القسري للعبيد، وتفضيل النساء أو الفتيات الصغيرات اللاتي يمكن أن ينجبن عددًا كبيرًا نسبيًا من الأطفال على غيرهن.
وكان الهدف هو زيادة عدد العبيد دون تكبد تكلفة الشراء، وسد النقص في العمالة الناجم عن إلغاء تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
ميلاد باتا سيكا
ولد سيكا عام 1828 في سوروكابا، ساو باولو، البرازيل. تم القبض عليه واستعباده من قبل مالك أرض يدعى “يواكيم خوسيه دي أوليفيرا”.
أُجبر باتا سيكا على العمل في الحقول، وأظهر باتا سيكا، الذي كان طوله أكثر من 7 أقدام (2.18 متر) ويمتلك قوة هائلة، شجاعة وذكاء وجاذبية ملحوظة.
حاول أكثر من مرة الهروب، ولكنه لم يستطع، وفي خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر أصبح مملوكًا لمزارع في ساو كارلوس. وتظرًا لطوله الكبير فقد تم اختياره لكي يكون مخصبًا للإناث العبيد.
وكان استخدامه الوحيد هو مضاجعة الجواري بهدف إنتاج ذرية مستعبدة أقوى وذوي سمات وراثية مرغوبة في العبيد لإدارة حقول القطن في الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت حياة باتا تحت سيطرة مالكه بالكامل، حيث خضع لفحوصات صحية دقيقة، وحصل على طعام كافٍ، وتم التعامل معه على أنه مجرد أداة تخصيب. ولم يعمل في الحقول مثل بقية العبيد.
ذرية باتا سيكا
العدد الدقيق للنساء اللاتي أقام باتا علاقات معهن، غير معروف، ومن الممكن أن ذلك قد تم أكثر من مرة ولكن ما نعرفه والمسجل أن عدد أبناءه 249 طفلًا، جميعهم ولدوا كعبيد.
وورث هؤلاء الأطفال حالة العبودية التي كان يعيش بها والدهم، وتحملوها، تم بيع البعض. وأجبر بعضهم على العمل في مزارع ملاكهم.
بالإضافة لعمل باتا كمخصب كان أيضًا يعتني بالخيول وينقل المراسلات بين المزرعة والمدينة على حصان، ونظرًا لنجاحه في إنتاج عدد كبير من النسل، تلقى روكي معاملة أفضل نسبيًا.
عندما ألغيت العبودية في البرازيل في عام 1888، أعطاه سيده قطعة أرض كعربون اعتراف بحريته.
زوجة باتا سيكا
بعد الحصول على حريته تزوج باتا سيكا امرأة تدعى بالميرا، وبفضل معرفته الواسعة بالنباتات الطبية، عمل بالميرا كمعالجة ماهرة في كويلومبو، حيث كانت تعتني بالجرحى والمرضى. لقد واجهوا معًا القوات الاستعمارية بلا خوف، ودافعوا عن أراضيهم.
نتج عن زواجهما 9 أطفال، شكلوا جوهر أسرتهم، وكرس باتا نفسه لتأسيس حياة جديدة لأحباءه على الأرض التي قدمها له سيده السابق. حيث كان يزرع أرضه قصب السكر.
نهاية القصة المأساوية
يحمل لقب باتا، “القدم الجافة”، معاني مختلفة، ربما تنبع من حالة في القدم أو قدرته على المشي على الأرض الحارقة دون إزعاج، مما يدل على طبيعته المراوغة عند الهروب من الخاطفين.
لم يعرف بيتا أي من أولاده الـ 249، وقد حاول البحث عنهم ولكنه فشل في الوصول إلى أي منهم.
علم سيكا أولاده التسعة القراءة والكتابة، وكذلك القتال، للدفاع عن أنفسهم، وهو شيء استمر معه من حياته السابقة.
مات باتا في عام 1958، عن عمر يناهز 130 سنة، وحضر جنازته آلاف الأشخاص. حيث اعتبر بطلًا قوميًا برازيليًا. وتم دفنه في سانتا يودوكسيا، حيث يوجد الآن نصب تذكاري تكريما له.
يزين اسم باتا الشوارع والمدارس والمعالم الأثرية والأعمال الفنية في المدينة، بينما يواصل أحفاده استكشاف تراثهم والتواصل مع أقاربهم، والحفاظ على روحه التي لا تتزعزع. حيث تقول التقارير ان 30% من سكان مدينة سانتا يودو كيسيا من ذريته.