لقبوا بالجبابرة شقوا الأرض بأقدامهم يأكلون اللحم النئ، ويتمتعون بقامات فارهة، ولم يمتلكوا بيتا واحدا، عاشوا في الأرض
قرونا طويلة، وملأت أجسادهم تراب الأرض، لتختفي عبر الزمن والسنين، أما زلت لا تصدق أنهم كانوا موجودين؟لقد حرروا الأرض وبنوا حضارات صدق أو لا تصدق، إنهم العماليق ؟ جديس وعبيل ووبار فهل سمعت عنهم من قبل ؟وما هي حقيقتهم !
من هم العماليق !
يجمع المؤرخون أن العماليق من ذرية “عمليق بن بن سام بن نوح” -عليه السلام، وأنهم من أقدم سكان شبه الجزيرة العربية، وهم من يسمون “الجبابرة” إذ قد وصفوا بالطول الفارع، وضخامة الأجسام، حتى حيكت حولهم الخوارق والخرافات
ونسبت لهم العجائب والمعجزات، وحكيت عنهم الأساطير.
بل لقد ساحوا في أرض الجزيرة العربية،وتجاوزوها إلى الشام والعراق ومصر، وأقاموا الحضارات والمباني والعمارات وحكموا البلاد والعباد حتى دانت لهم الأمصار في الأراضي والجزر والبحار.
فأقام الكنعانيون والآموريون حضارات شهدها البابليون بحدائقهم المعلقة التي وصفت بأنها من عجائب الزمان وشواهد المكان. وقد ذكر “ابن جرير الطبري” أنهم أول من تكلم العربية
كيف وصفهم التاريخ
كما يورد الطبري في كتابه الشهير “تاريخ الرسل والملوك” أن قبيلة جاسم التي سكنت يثرب، كانت من قبائل العماليق، وقد زخرت كتب المؤرخين الأوائل، الذين تناولوا التاريخ القديم، بأخبار العماليق وحضاراتهم ( 2500ق م) أي قبل (4500) عام من زمننا هذا. مبرزين ما كانت عليه هذه الحضارة من آثار، وما شهدته من حراك تجاري ونشاط سياسي ونهضة عمرانية فريدة
هل كان الفراعنة من العماليق ؟
وذكر “المسعودي” أن الفراعنة من العماليق، الذين نزحوا إلى مصر، وأن جد العماليق “إرم” تنسب إليه “ذات العماد” التي ذكرها العزيز الحكيم في كتابه الكريم.
واختلف المؤرخون في موقعها فقيل بالأحقاف جنوب الجزيرة العربية، وقيل في دمشق على أن القول الأرجح، أنها في بلاد الأحقاف في حضرموت حيث كان انتشار العماليق من جنوب الجزيرة العربية.
وجدت أجسادهم !
ووجد المؤرخون انتشار واسع لجثث العماليق في الجزيرة العربية والشام ومصر والعراق، كما أُلحق بعض العماليق ب”عيص بن إسحاق بن إبراهيم” -عليهما السلام، إلاّ أن نزول “العماليق” و”جرهم” على أمنا هاجر وابنها إسماعيل عليهما السلام بمكة المكرمة بعد تدفق ماء زمزم مروي بالتواتر من العلماء والمؤرخين.
هل كان العمالقة من البدو !
ووصف العماليق بأنهم قبائل بدوية غير مستقرة وعرفوا بالجلافة وخشونة الطبع، كما وصف أحد زعمائهم من الآمورين، بأنه رفيق للسلاح يأكل اللحم نيئا، ولا يثني ركبه “أي لا يهزم” كما لم يمتلك بيتاً طوال حياته.
كان ل”عمليق” جد العماليق أخوة يحفظ التاريخ منهم “طسم” و”جديس” ويقال إنهم حكموا منطقة تسمى “جوا” “وجو” قديماً تطلق على أجزاء من نجد.
سميت فيما بعد باليمامة،وهي الآن مدينتا “الرياض والخرج” وقد سكنتها قبيلة “جديس”..أما “طسم” فاستقرت في بلاد هجر والبحرين ويقال أيضا أنهم حكموا فلسطين، إلاّ أن الصراع الذي دب بين أبناء العمومة، “طسم وجديس” كان سبباً في فنائهما وتفرقهما لينهي التاريخ أسطورة قوم سكنوا الأرض وملئوا التراب بأجسادهم !
