استدعاء الجان في حياتنا اليومية، ليست طارئة على الثقافة العربية بل هي جزء أصيل منها، لكن الانشغال بها حد الهوس أزمة حقيقية إذ يستعين البعض بالرقية الشرعية للتخلص من زوار الزمن الماضي لكن الحديث معهم عبر بث مباشر أو قدرتهم على تلبس الشخص عبر رسالة واتس آب له قصة.. فما هي؟
مع مطلع الثمانينيات والتسعينيات، على وجه التحديد، مروراً بالعقد الأول من القرن الحالي، كان الجان لا يغيب عن قائمة الاتهام في الاعتلالات النفسية والجسدية.
وبدورهم، كان الرقاة يساعدون في تفسير هذه الأعراض بـ “التلبس”، فيحولون الاعتلال العضوي إلى جان عاشق اقتحم أضلاع المرضى ليعيش في أجسادهم أمداً طويلاً، وفق ما يروي زوار مجالس الرقاة.
وحتى الذين قادهم القدر إلى عدالة القضاء وأروقة المحاكم بعد استيلائهم على أموال الدولة، اتهموا جنياً يطمح إلى الثراء بأنه قادهم إلى السرقة، وكرروا في صحائف التبرير “نحن لسنا مذنبين، الجن الذي يسكننا هو السبب”، كما حصل في ما عرف في السعودية بـ “قاضي الجان”، الذي قُبض عليه بتهمة إفراغ صكوك بمليارات الريالات بطريقة غير شرعية في مدينة جدة.
ويبدو أن الجان فى السعودية حاضرا في العديد من المناسبات حتى أنه خرج فى بث مباشر مع أحد أصحاب الرقية الشرعية.
وظهر في الفيديو، الراقي خلال بث مباشر، والذي يزعم أنه يتحاور مع جان بشأن رقية الهداية، فرد الجان بحسب المقطع بأن رقية الهداية كانت لها وقعاً قوياً على قلبه.
ومن اللافت في الفيديو أن الجن الذي زعم الراقي أنه يكلمه يتحدث بلغة فصحى، مما أثار سخرية نشطاء السوشيال ميديا.
وانتشرت في الآونة الأخيرة “الرقية الشرعية” عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو محطات التلفزة، والتي يقوم بها رجال دين لمساعدة الناس على التخلص من مشاكل الحياة والضغوط النفسية.
وتحول الأمر إلى “تجارة” واستغلال من قبل بعض رجال الدين، وفق تصريحات سابقة لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز اَل الشيخ.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعى بالسعودية، قد ضجت بحديث الراقي الشرعي عبد الله الشمري، والذي زعم بأن الجان يستخدم تقنيات الاتصالات والتواصل الاجتماعي خاصة تطبيق واتساب.
تصريح الشمري على إحدى الفضائيات العربية أثار جدلا وسخرية في ذات الوقت، إذ زعم أن الجان يستعين بتطبيق الواتساب للتمكن من السيطرة على جسد الإنسان. وأعطى الشمري، مثالا لسيدة “أرسل لها جان مقطع فيديو على واتساب وتمكن من تلبسها”.
وقال الشمري إن للجان قدرات تجعله يتحكم في أفكار الإنسان وفي سلوكه، في الوقت الذي يعتقد فيه الغربيين بالأرواح الشريرة، فإن المسلمين وفي السعودية بالتحديد، يعتقدون بالجان والتي لا تطرق الأبواب فحسب، بل تعيش في الأجساد أيضا من دون استئذان، وعلى نحو دائم ومؤرق.. فهل تؤمن بالجان؟
