كوكب جديد صالح للحياة، عالم جديد يكتشفه العلماء، ويذهل العقول، تشابه كبير بينه وبين كوكبنا… ولكن بعالم مختلف وحياة مختلفة، وربما كائنات مختلفة كذلك.
اكتشاف علمي جديد يثير جدلا بين العلماء، كواكب المجموعة الشمسية تكشف أسرارها يوما بعد يوم، وتترك علماء الأرض في حيرة عن إذا كان البشر هم المخلوقات الوحيدة في مجرتنا، مجرة درب التبانة أم هناك من يعيشون بكواكب أخرى ولا نعلم عنهم شيء، فهل يثبت العلماء وجود حياة ثانية بعيدا عن الأرض؟ وهل يرتبط ذلك بوجود كائنات فضائية؟
الشفق القطبي تلك الظاهرة التي أبرت سكان الأرض مرات ومرات، حيث الضوء الساطع الذي يظهر في الغلاف الجوي العالي على شكل أقواس أو شرائط أو أحجبة أو ستائر، وينتج عن تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض، حيث تميل الرياح الشمسية إلى أن تكون أكبر حول الحد الأقصى للنشاط الشمسي الذي يحدث في دورة تدوم ما بين 10 سنوات و12 سنة… ظاهرة لم يشاهدها العلماء سوى على كوكبنا الأخضر…. إلى أن جاء علماء في جامعة ليستر ليعلنوا ولأول مرة وجود الشفق القطبي بالأشعة تحت الحمراء على الكوكب الخارجي البارد لأورانوس، والذي قد يغير كثيرا عن مفهومنا للفضاء وإمكانية وجود عوالم أخرى حولنا… فماذا يعني الاكتشاف الأخير؟
بحسب العلماء، من الممكن أن يساعد هذا الاكتشاف في كشف أسرار المجالات المغناطيسية الغريبة للكواكب النظام الشمسي الذي تعد الأرض جزءا منه، كما يكشف ما إذا كانت العوالم البعيدة عن الأرض تدعم الحياة.
وكان الكشف عن عوالم أخرى غير عالما على الأرض هم العلماء منذ سنوات، وقد حصل العلماء على القياسات الأولى للشفق القطبي للأشعة فوق البنفسجية في أورانوس منذ عام ١٩٨٦.
وحتى عام ١٩٩٢ لم يكن هناك أي تأكيد على وجود شفق قطبي بالأشعة تحت الحمراء، إلى أن حصل فريق من العلماء على القياسات الأولى للشفق بالأشعة تحت الحمراء في ذات العام، ولكن دون وجود تفاصيل عن هذا الشقق…ولكن كيف ينتج الشفق القطبي؟
ينتج الشفق القطبي عن جسيمات مشحونة وفي أعلى درجات النشاط، حيث يتم توجيهها للأسفل لتصطدم بالغلاف الجوي للكوكب عبر خطوط المجال المغناطيسي للكوكب.
فبالنسبة لكوكبنا، فإن النتيجة الأكثر شهرة لهذه العملية المعقدة هي مشهد الأضواء في السماء شمالا وجنوبا، ولكن يختلف الأمر تمام بالنسبة لكوكب أورانوس.
يتكون الغلاف الجوي لكوكب أورانوس من مزيج من الهيدروجين والهيليوم، مما يجعل الشفق القطبي يبعث ضوءا خارج الطيف المرئي وفي أطوال موجية مثل الأشعة تحت الحمراء.
وأثناء عملية البحث، استخدم العلماء قياسات الشفق القطبي بالأشعة تحت الحمراء من خلال تحليل أطوال موجية محددة من الضوء المنبعث من الكوكب، ويعتمد البحث في طريق الأشعة تحت الحمراء على اختلاف الخطوط المنبعثة من جسيم مشحون يعرف ب “3h+” في السطوع اعتمادا على مدى حرارة أو برودة الجسيم ومدى كثافته، وبالتالي تعمل الخطوط كمقياس للحرارة على الكوكب.
ولاحظ العلماء في بحثهم بعد الاكتشاف الجديد زيادة واضحة في كثافة جسيم 3H+ بنسبة ٨٨% في الغلاف الجوي لكوكب أورانوس، بالإضافة إلى تغيرا طفيفا في درجة الحرارة، مما جعل العلماء يفكرون إذا كان هناك كواكب أخرى تدعم الحياة.
وبحسب ورقة علمية نشرها فريق الباحثين، فإن غالبية الكواكب الخارجية المكتشفة حتى الآن في فئة ما وراء نبتون، أي أنها تشبه فيزيائيا نبتون وأورانوس من حيث الحجم، ومن الممكن أيضا أن تشبهما في خصائص مغناطيسية وجوية مماثلة.
ومن خلال تحليل الشفق الطبي لأورانوس الذي يتصل بشكل مباشر بالمجال المغناطيسي والغلاف الجوي ، يمكن للعلماء التنبؤ حول الأجواء والمجالات المغناطيسية لهذه العوالم ومعرفة مدى صلاحيتها للحياة.
ويعد اكتشاف العلماء للشفق القطبي بالأشعة تحت الحمراء لكوكب أورانوس بداية لحقبة علمية جديدة توسع معرفة العلماء أكثر بكواكب المجموعة الشمسية وتكشف شيئا فشيئا إذا كان هناك عوالم أخر غير عالمنا على الأرض، أو كائنات أخرى لم تحسم بعد حقيقة وجودها.