ظهور العظام الهشة والرماد المتصاعد في تلك المنطقة أصبح مسار حديث وتكهنات يصعب وصفها من المتأثرين بها، والذين ربطوا بين ظهور تلك الوقائع والأحداث التاريخية التي حدثت في تلك البقعة من العالم .. فماذا حدث في المملكة؟
كانت بداية المخاوف بشأن بقايا أصحاب الأخدود في المملكة العربية السعودية تلك الآثار التي تم العثور عليها في منطقة نجران بعد الاهتمام الرسمي في المملكة بالبحث والتنقيب عن الشواهد التاريخية والأثرية.
أسرار في قلب الرمال
مجرد دخول المنطقة والتوغل داخلها يجدد التأكيد على أنها تحتوي على العديد من الأسرار، ترتبط بالمعروف تاريخيا ودينيا بموجب النص القرآني الكريم أن أصحاب الأخدود هم أولئك القوم الذين تعرضوا لظلم فادح.
لكن لفترة طويلة ظل موقع أصحاب الأخدود رهن البحث والدراسة حتى تأكد اكتشاف بقايا هؤلاء المظلومين في مأساة هي أصعب ما تعرضت له البشرية في تاريخها..
رماد كثيف في وجه الباحثين
لم يكن متصورا أن الدخول المفاجئ لتلك المنطقة يفاجئ الإنسان برماد كثيف فضلا عن اكتشاف بقايا بشرية، كان الأغرب منها رسوم قديمة توحي بدلائل غريبة كما لو كانت واحدة من اللغات القديمة التي تترجم أحرفها صور الكائنات الحية.
تعرف القرية الأثرية الشهيرة في السعودية باسم «قرية الأخدود» جنوبي المملكة، وتعود قصة الحضارة التي عاشت في تلك المنطقة قبل ألفي سنة.
شواهد تاريخية تروي أغوارها
تشير الشواهد التاريخية إلى أن آلاف من أبناء تلك المنطقة تم إنهاء حياتهم بطريقة لا يستوعبها عقل بشري حيث قرر الملك ذو نواس إلحاق أشد ألوان العقاب بمؤمني نجران الذين رفضوا مذهبه وكفره وضلاله.
يحاول المؤرخون أيضا الربط بين الأخدود المكتشف في المنطقة وبين غيره من المواقع الأثرية والتاريخية المتواجدة بها مثل القلعة التاريخية وإجراءات التحصين المشددة التي تضمن حماية عسكرية للمنطقة.
والأغرب من تلك الشواهد التاريخية هو المسجد الأشهر في المنطقة لكن ذلك المسجد تبين أن تاريخه مرتبط بالقرنين السابع والثامن الميلاديين .
أطلال حضارة سكنت المنطقة
النقوش الصخرية في منطقة نجران تؤكد أيضا أن حضارة سكنت في تلك المنطقة من المملكة قبل تسعة آلاف عام، ولا زالت المنطقة بحاجة ماسة إلى تكثيف عمليات البحث والتنقيب. خصوصا بعد ظهور أدوات يرتبط استعمالها بالحياة البشرية اليومية حيث أدوات الزينة والأواني الفخارية أي أن احتمالات الحضارة قائمة تاريخيا.
تبين للخبراء أن تصميم وبناء الأخدود لم يكن عشوائيا وإنما خضع لتصميمات ومخططات دقيقة لضمان تعجيل عقاب الأبرياء الذين قرر الملك الظالم إلحاق الأذي بهم دون ذنب جنوه إلا الإيمان بربهم.