إن كان هناك مكان يعج بغرائب الأسماك وأندرها وأقلها انتشارًا، فهو بكل تأكيد الساحل السوري. سيل من الصور والفيديوهات التي تظهر غرق الساحل السوري بأنواع غريبة من الأسماك والحيتان والدلافين لم يُشهد وجودها من قبل، وكان آخرها هو إعلان صيادين في مدينة طرطوس الساحلية عثورهم على سمكة شفافة من النوع النادر جدا، يصل سعرها إلى 500 مليون، فكيف عثروا عليها؟ وأين؟ وماهي الحقيقة وراء تلك القصة؟
أعلن صيادون في مدينة بانياس بريف طرطوس الساحلي، العثور على سمكة شفافة من أندر الأنواع وأغلاها ثمنًا، بثمن هائل بلغ الـ 500 مليون ليرة.
هذا الظهور لمثل لتلك السمكة الشفافة يعد الأول من نوعه في التاريخ، سواء على السواحل السورية أو سواحل البحر المتوسط قاطبةً.
وبعدها نشر الخبر بدأت بعض المواقع السورية تعدد مزايا تلك السمكة الخلابة، فقالت بعض المواقع المحلية أن مثل تلك الأسماك الشفافة تستخدم لـ لتزيين قصور القادة الدوليين، بما فيهم الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، والذي يملك سمكتين داخل قصره بواشنطن.
لكن الحقيقة جاءت عكس كل ما سبق، فبعد البحث عن تلك الصورة المنشورة تبين أنها نُشرت منذ سنوات، وسعر السمكة الحقيقي لا يتعدى الـ 30 دولارا، بل إن تلك الصورة حتى لم تلتقط بسوريا، وهو ما أثار تشكيك البعض أن الأسماك الشفافة موجودة من الأساس، فهل هذا صحيح؟ وهل توجد فعلا أسماك شفافة؟
في الحقيقة مثل تلك الأسماك توجد بالفعل على كوكبنا، وأشهر تلك الأنواع هو سمك السلور الزجاجي الآسيوي، والذي يعتبر كأحد أكثر الفقاريات شفافية على هذا الكوكب.
إذا ألقيت نظرة مقربة عليه سترى معظم أعضائه بدءا من الرأس وما يحيط به وبل حتى نبض القلب داخل بطن السمكة. وبحسب علماء الأحياء، فإن شفافية بعض تلك الأسماك يساعدها على النجاة من الافتراس، مثل القرموط الزجاجي، والسمك الشفاف الزجاجي، كما بعض الأنواع تولد كأسماك شفافة وتتلون بعد ذلك حسب نوع جنسها.
لا يتوقف الأمر مع الأسماك الشفافة فحسب، فهناك أسماك أخرى تستطيع أن تخفي نفسها تماما وكأنها غير موجودة عن طريق عكس الضوء المستقطب عليها تماما وجعلها غير مرئية تقريبا داخل المحيط،
أما عن السمكة الشفافة التي في الصورة المشهورة، فقد اكتشفت في المياه العميقة قبالة الساحل الأوسط لولاية كاليفورنيا من قبل معهد أبحاث خليج مونتيري للأحياء المائية، في فبراير 2009، ولا علاقة لها بسوريا أو بالساحل السوري من قريب أو بعيد.