ماذا يحدث في الأعماق؟
لآلاف السنين كانت رحلات الغوص إلى أعماق البحار والمحيطات أقرب إلى مستوى الأمان.. كان آخر ما يطمح إليه الغواصون مجرد أدوات حماية بسيطة أو أقفاص حديدية يضعون فيها أنفسهم ويضمنون أنها محكمة التصميم من الصلب الخالص بحيث لا يقوى فك الحوت وأسماك القرش على كسرها..
ظهور الكائنات الغامضة
لكن ظهرت لأول مرة أمام الغواصين مجموعة كائنات غامضة في قاع الظلمات.. لكن ما الاختلاف بين ذلك القاع وبقية مساحات أعماق المحيطات الممتدة؟ إن الخوف من ظلمات المحيط هذه المرة، يعود إلى تجاوزه المعدلات المعتادة لاختفاء ضوء الشمس؛ فعلميا يختفي ضوء الشمس من أعماق المحيطات بعد مائة متر تحت سطح البحر..
مصير النباتات البحرية
لذلك تظل حياة النباتات البحرية مستمرة بهذا العمق حيث يمكنها الحصول على معدلات التغذية الشمسية المناسبة للنباتات المائية من الشمس.. لكن معدل الظلام في المواقع الجديدة التي وصلتها الغواصات المجهزة يجدد التأكيد أن عالما يعيش في أجواء أكثر خوفا في غياهب الأعماق.
أسطح أعماق الفزع
أسطح أعماق الخوف الجديدة في قاع المحيطات تظهر باللون الأزرق المعتاد للمسطحات المائية وخلالها تمتص الأسطح جزئيات معينة من ضوء الشمس الذي يتكون أصلا من ألوان مختلفة.. وجميع تلك الظواهر عادية للمكتشفين لكن فجأة ظهرت أمام فرق الغوص أبطال أغرب حدث من الممكن أن يفاجئ غواصين تحت الماء..
قدرات الأجهزة لا يمكنها كشفها
انعدم الضوء ولم تعد الأجهزة التي اصطحبوها قادرة على توفير مسافات مرئية كافية للإبصار. وقف قائد فريق الغواصين في حالة ارتباك لكن المهمة في هذه الأعماق كان تقتضي أن يتمالك قائد الفريق أعصابه تماما ويتحلى بأقصى درجات ضبط النفس.. إن القائد يعلم تماما أن أي ارتباك سيظهر عليه أمام بقية العناصر المشاركة في هذه المهمة ستكون تداعياتها غير محمود العواقب..
بدأ الفريق يسأل القائد: أين نحن الآن يا سيدي؟ وهل لنا أمل في أن نرى أولادنا مرة أخرى ونصعد بالغواصة إلى سطح الماء؟
قائد الفريق يحاول احتواء الموقف
بدأ قائد الفريق يحاول طمأنة بقية العناصر بأنه ليس ثمة أخطار تستهدف حياتهم في القاع وأن الأحياء الغريبة التي ظهرت فجأة يوجد احتمال بأنها لن تستهدف وأنها ربما تكون أحياء بحرية لم يتم اكتشافها حتى الآن وأن على بقية عناصر الفريق التزام الهدوء لمساعدة القائد على اتخاذ قرار مناسب لدفع هذا الخطر الذي يواجههم في ظلمات الأعماق وإلا فسيتحمل كل عضو من الفريق المسؤولية عن أية تداعيات.
كل عضو أمام مسؤولياته
وضع قائد الغواصين جميع عناصر الفريق أمام مسؤوليتهم وبدأ الجميع رصد الكائنات المخيفة التي فرضت سيطرتها الكاملة على الأعماق.. وطريقة حياتها في أصعب الظروف البحرية حتى اعتبرها العلماء أحياء خالدة لن يكون لها نهاية..
أما ظهور الكائنات المخيفة في قاع الأعماق فقد أرجعه العلماء إلى سببين أولهما أن ما تم اكتشافه من خبايا المحيطات لا يتجاوز خمسة في المائة من عالمها، كما أن هيئة هذه الأحياء ذات اللون الأزرق البراق التي تبدو غريبة أيضا أحد أسباب الخوف.. وحملت منطقة الفزع في القاع اسم مستعمرات سايفونوفور شبه الخالدة.