تخيل أنك تعيش غريبا داخل جسدك الخاص ، تصحو من النوم تجد نفسك في مكان لا تعرف عنه شيئاً ..ولا تتذكر تفاصيل الليلة الماضية، فكيف لك أن تعرف وانت تتشارك جسدك مع 25 شخصية منفصلة، لكل منها طبعها وشخصيتها المختلفة
هذا ما حدث لتلك الشابة التي تعيش أغرب ما يمكن لعقل أن يتصوره..سأحكي لكم حكايتها في التقرير التالي:
لا تستطيع أن تعمل فهي يتعين عليها “مشاركة” جسدها مع 25 هوية مختلفة، نعم ما سمعته حقيقيا إنها قصة “بوهوبر ” الأمريكية الأعجب من الخيال.
بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن “بو” مصابة بعارض يسمى سابقًا باسم اضطراب الشخصية المتعددة، وهي عندما يكون لدى الأشخاص على الأقل هويتان مميزتان يمكنهما التحكم في سلوكها وتوجيهه، وتجربة أعراض انفصالية أخرى.
وتقول “بو هوبر”، البالغة من العمر 23 عامًا، إنها تعيش مع 25 شخصية مختلفة، منهم شخصية صبي يبلغ من العمر 13 عامًا يحمل اسم “توست”، وامرأة غاضبة في منتصف العمر من تكساس، ومراهقة لطيفة تدعى “تريسي”.ووصل الأمر إلى وجود صغيرة تبلغ من العمر خمس سنوات ..أيعقل ذلك ؟
والغريبة أنه يمكن لأي من شخصياتها الظهور في أي وقت، وعن تعاملها مع شخصياتها المختلفة وهذا العارض المتعب
قالت إنها تفهمهم جيدا، فمثلا شخصية توست يحب ممارسة الألعاب ولديه علاقة أخوية للغاية مع كيسي الشخصية الأخرى التي لديها .
أحيانًا يمشي شخص يدعى كيسي في الغرفة، ويسألني إذا كنت أريد كوبًا من الشاي، يناديني “حبيبي” ويرد عليه صبي يبلغ من العمر 13 عامًا ويناديه “يا صاح” أو “أخي”بدلاً من ذلك فتظهر شخصيتان معا في آن واحد، ولا تستطيع الفتاة أن تتحكم في نفسها أو متى ستظهر شخصيتها الحقيقة.
الأمر ليس كذلك فقط، حيث أشارت “بو” إلى أن لكل شخصية ذوقها الخاص في الطعام والملابس وحتى الشركاء: “توست تحب الملابس الفضفاضة حقًا، وليلى تحب الملابس الوردية، بينما أنا أحب الألوان الترابية والملابس المريحة.
وأردفت تقول: “جميعهم يحبون الأطعمة المختلفة، أحدهم طلب السمك في مطعم مرة واحدة وأنا لا أحب السمك.”
يمكن لكل واحد منهم “التقدم لبضع دقائق فقط” بينما يمكن للبعض الآخر “البقاء هناك لعدة أيام”. أحيانًا يطلب كيسي رؤية صديقته، لكن يُطلب منه الانتظار.
وبدأت “بو” ملاحظة اضطرابها في سن 14، عندما خرجت سيدة تكساس، التي “تكره” صديقاتها، وتزعج المجموعة.
اضطراب الهوية التفارقي المعروف سابقًا باسم اضطراب تعدد الشخصيات ، هو اضطراب عقلي يوصف بوجود شخصيتين -علي الاقل- متميزتين ودائمتين نسبيًا، وغالبًا ما يصاحب ذلك حالة من صعوبات في تذكر الأحداث بشكل لا يمكن تفسيره من خلال عملية النسيان العادية، وهذه الحالات تظهر بشكل متناوب في سلوك الشخص، وتختلف من شخص لآخر.
يُعتقد أن صدمة الطفولة هي سبب اضطراب الهوية التفارقي، ففي حوالي 90 ٪ من الحالات كان هناك تاريخ من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة، في حين ارتبطت الحالات الأخرى بتجارب الحروب أو المشاكل الصحية أثناء مرحلة الطفولة. كما يُعتقد أيضًا أن العوامل الوراثية تلعب دورًا.
سبق وأن قدمت هذه الشخصيه في الفيلم الامريكي الشهير split والذي قام ببطولته الممثل الأمريكي جيمس ماكفوري ، و قدم شخصيه شاب يعاني من اضطراب الهويه وتظهر لديه أكثر من 25 شخصية وهذا الفيلم حصل على جوائز عديدة وألقى الضوء على هذا العارض.
ويعاني الكثيرون حول العالم من هذا العارض، حتى وصل الامر إلى أن إحدى السيدات كان لديها أكثر من 45 شخصيه في كندا وآخر كان لديه أكثر من 60 شخصيه في ألمانيا.ليبقى أمر أصحاب هذا العارض محيرا حتى اليوم للطب النفسي.
