إذا كانت تلك النبتة العجيبة غريبة عن بلاد الشام..فكيف أخرج ذلك السوري مكامنها من أعماق هذه الأرض؟ وما سر رحلة الثلاثة عشر ألف كيلومتر للوصول إليها في تلك المواقع البعيدة عن سوريا؟وكيف سيوفر السوريون ملايين الدولارات من جرَّاء تلك البذور بعد أن عاشوا سنينا يدبرون ثمنها من ميزانيتهم؟
سافرت هذه النبتة مسافات تجاوزت الثلاثة عشر ألف كيلومتر ، ومن أقصى الغرب إلى أراضي الشام وصلت ..ومعها أرباحها الدولارية والثروة الطائلة التي حققها هذا المزارع .
ويبدو أن السوريين سيودعون الأفكار البدائية في الزراعة على يد عدد من المزارعين أرادوا أن يكشفوا خبايا الأرض السورية وما حوته..
نهاية الاعتقاد القديم
هو المزارع السوري «ثائر الطراف» الذي دفعه حماسه إلى أرضه إلى التفكير بطريقة جديدة فيما يمكن إثراؤها به من محاصيل ونباتات جديدة، وذلك بعد أن أظهرت التقارير الاقتصادية أن الزراعات التقليدية وطرق الزراعة البدائية لن تكون عوائدها ذات جدوى اقتصادية عالية، ووقع اختيار المزارع السوري على نبتة طالما اضطرت بلاده إلى استيرادها، وكان الاعتقاد السائد أن تلك النبتة العشبية ليست متوافرة في الحقول السورية.
البحث عن أجواء مناسبة
إنها «المتة» التي تم تصنيفها على أنها واحدة من بين أكثر الأعشاب التي يتزايد عليها الطلب لدى السوريين، لكن ظل السؤال الذي حير المزارع السوري مفاده، إذا كانت بذور تلك النبتة ضيفة على الأراضي السورية، فهل من الممكن توطينها في هذه الأرض والاستغناء عن الاستيراد؟
اقتضت الإجابة على ذلك السؤال تهيئة البيئة المناسبة لنمو ذلك النبات في الأراضي الزراعية وكان ذلك يتطلب معرفة الأجواء الأنسب لنموه.
20 عاما من المحاولات
أخذ المزارع السوري «ثائر الطراف» يفكر في سبيل توفير تلك النبتة الهامة والحصول عليها من موطنها الأصلي .. وبالفعل هداه تفكيره إلى صديق قديم من الأرجنتين وحاول في ذات الوقت تفادي أخطائه القديمة في أسلوب زراعتها حيث حاول منذ عقدين توفير بذورها وكرر المحاولة.
بينما لفظتها الأراضي السورية إلى أن تبين لذلك المزارع بعد عشرين عاما أن زراعتها بتلك الطريقة محكوم عليها بالنهاية.
رواج يمنع الاستيراد
تحولت تجارب المزارع «ثائر الطراف» إلى مصدر للحصول على المزيد من الأرباح الوفيرة التي تجاوزت آلاف الدولارات شهريا اتساقا مع معادلة العرض والطلب في توفير وبيع ذلك النبات الذي يقبل السوريون على شرائه .
مع تعدد استخدامات ذلك النبات في منازل السوريين، لم يتوقف المزارع السوري في زراعة تلك النبتة على أرضها وحده
تلك الأرض تحولت إلى مصدر ترويج لهذه العشبة لدى المزارعين السوريين.
بعد أن كان ذلك البلد يستوردها من دول أمريكا اللاتينية، أصبح مشروب المتة الآن في متناول السوريين ليتناولوا الشاي المصنع منه بجهود ذلك المزراع الذي قدم نموذجا مشرفا لجميع أهالي بلاده.