في محيط جغرافي فقير يكاد ألا يجد قوت يومه، تقبع جزيرة من أغنى دول العالم، مواردها الطبيعة شبه معدومة حتى أن المستكشفين قديما هجروها ولم يجدوا بها ما يدفعهم على البقاء.
ليست في أوروبا بل تقع في أفقر قارة بالعالم، ويقوم اقتصادها على مليارات الدولارات، ما هو سر تلك الجزيرة؟ وكيف استطاعت أن تحقق كل تلك الثروات في تلك الظروف الصعبة؟ تعرف معنا على دولة موريشيوس، جزيرة النمر الإفريقي.
تاريخ الجزيرة
هي عبارة عن جزر صغيرة وسط المحيط الهندي، وتبعد الساحل الشرقي لقارة افريقيا حوالي 1800 كيلومتر، كانت الجزيرة نائية لدرجة أن البشر لم يسكنوها في القرن السادس عشر لشح مواردها، حتى أن المستكشفين البرتغاليين لدى استكشافهم لها لأول مرة، لم يكن عليها سوى طائر الدودو، انقرض الطائر بعدها واستوطن البرتغاليون الجزيرة، ثم غادروها واستوطنتها فرنسا عام 1715.
لكن بعض الروايات تقول إن العرب قاموا باستكشافها قبل وصول الأوروبيين لها بعدة قرون، واستطاعوا أن ينشروا الإسلام بداخلها.
نهضة الجزيرة الاقتصادية
استطاعت موريشيوس تحقيق نهضتها الاقتصادية على عدة مراحل، أولها كان قبل الاستقلال، عندما كان اقتصاد الجزيرة قائما بشكل أساسي على السكر وتصدريه.
بعد الاستقلال، ونظرا لشح الموارد داخلها، دخلت البلاد مرحلة جديدة قررت فيها عدم الاعتماد على السلع الزراعية، واتخاذ خطوة جديدة لتنويع موارد دخلها المختلفة، كانت البداية بتنشيط السياحة.
طبيعة البلاد الساحرة ساعدتها بشكل كبير، فهي تتمتع بأجواء فريدة تجمع بين أشجار النخيل، والمياه الزرقاء الصافية، والشواطئ الرملية النظيفة، وحقول قصب السكر.
كما أن صيف الجزيرة ليس حارا فدرجات الحرارة تتراوح بين 25 إلى 31 درجة مئوية، وشتائها كذلك ليس باردا هو الآخر فدرجات حرارته بين 15 إلى 25 درجة مئوية، كما أن أماكنها السياحية ساحرة الجمال ومنها:
- أرض السبعة ألوان وهي من أجمل أماكن السياحة في موريشيوس واكتسبت هذا الاسم لأنها تحتوي على كثبان رملية مكونة من 7 ألوان مختلفة وهم الأحمر والبني والبنفسجي والأخضر والأزرق والأرجواني والأصفر.
- ومتنزه خوانق النهر الأسود والذي يتميز باحتوائه على عدد من الطيور والحيوانات النادرة، إلى جانب شاطئ بحرها المميز، ما جعلها وجهة طبيعية إلى السياح.
كل هذا ساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية في البلاد، حتى وصل النمو الاقتصادي في البلاد سنويا إلى 5% لثلاثين عاما متتاليا، ووصل الناتج المحلي 14 مليار دولار لدولة لا يتجاوز عدد سكانها مليون وثلاثمئة ألف نسمة.
كما أن التعليم والرعاية الصحية مجاني لكافة المراحل، وفي عام 2020 أصبحت من أعلى البلاد من حيث دخل الفرد السنوي فيها حيث بلغ الدخل السنوي حوالي 12 ألف دولار للفرد الواحد، حتى أطلق عليها سنغافورا أفريقيا.
تحكم موريشيوس رئيسة من الأقلية المسلمة في البلاد، حيث تعتبر الهندوسية أكثر الأديان انتشارًا بـ 50%، وتليها المسيحية بنسبة 30%، أما الإسلام فحوالي 17% فقط من سكان البلاد مسلمين.
وفي النهاية، ما رأيك بتلك الجزيرة الصغيرة التي تفوقت بعض دول أوروبا اقتصاديا؟!