منوعات

حكاية خاتم شارلمان الذي أسر امبراطور الروم والساهة التي أهدادها له هارون الرشيدي

في أجواء ملتبسة وغرائبية، عشق هذا الامبراطور صبية شابة، من المحتمل أنها من جواريه، بعد ذلك ارتبط بحالة عشق مع أحد خدمه، ثم انتقل عشقه وشغفه ليرتبط ببحيرة ظل يتأمل فيها طوال الوقت، كل هذا الذهول كان من نصيب امبراطور الروم شارلمان المعروف بعلاقته الوطيدة بالخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي أهداه ساعة فاندهش شارلمان منها وأمر رجاله بكسرها خوفا من أن تكون بها أعمال سفلية، فما قصة هذا الرجل، ولماذا كانت حياته عبارة عن ألغاز ومخاوف وذهول؟

امبراطو الروم شارلمان الكبير  تولى السلطة بين عامي 800 – 814 ميلادية، كان عصره يمثل حقبة مهمة في العصور الوسطى ، إذ كانت اوربا غارقة في الجهل والفوضى . مستغرقة في الغيبيات والأعمال السفلية، فيما كانت الحضارة العربية في أوج ازدهارها في العصر العباسي وتحديدا أيام هارون الرشيد .

كانت علاقة شارلمان بهارون الرشيد ملؤها الود والتفاهم. وذات يوم أرسل هارون الرشيد ساعة هدية لشارلمان. فذهل الأخير وانهدش كيف تسير الساعة بتلك الدقة دون مصدر طاقة. واعتقد أن فيها أمر غامض يتعلق بالأعمال السفلية والخرافات التي كانت منتشرة في أوربا وقتها. لذلك كان قراره أن يحطم تلك الساعة خوفا ورعبا منها.

الحكاية الغرائبية والأكثر شهرة عن سيطرة الخرافة على عقل شارلمان تتمثل في قصة عشقه لفتاة شابة، كان يعشقها بشكل مبالغ فيه ولا يتركها أبدا تغيب عن عينيه، لدرجة أزعجت رجال بلاطه، ويبدو أنهم دبروا أمرهم للتخلص من الفتاة . فلما ماتت رفض شارلمان التخلي عنها وأمر بتحنيطها واحتفظ بها في غرفته وظل يتأمل فيها واستمر عشقه لها . فانزعج البابا من هذا الأمر وحاول معرفة السر وراء هذه الفتاة، وبالفعل وجد أحد رجال القصر تحت لسانها خاتم . أخذ الخاتم ووضعه تحت لسان أحد الخدم في قصر شارلمان. هنا انطفأ شوق شارلمان للفتاة الشابة المتوفاة وسمح بالتخلص منها.

لكنه من جهة أخرى وقع في عشق خادمه الذي وضعوا الخاتم تحت لسانه. وظل مرتبطا به بشكل أزعج الجميع أيضا. فأخذ البابا الخاتم ورماه في بحيرة، فانتقل عشق وغرام شارلمان وانصب اهتمامه الكامل لتلك البحيرة التي ظل جالسا على شاطئها يتغزل فيها ويناجيها .

عرف الجميع أن السر يقع في الخاتم ، وربما سربوا له هذه المعرفة بطريقة ما ليصبح أسيرا لهذا الخاتم، فأينما ذهب الخاتم يتحول عشق شارلمان له بشكل كامل. من الفتاة الشابة إلى الخادم إلى البحيرة . الأمر الذي كان مثارا للسخرية والتندر في كتب التاريخ وفي الحكايات الشعبية التي جرى تداولها عن هذا الامبراطور الشهير.

تعتبر حكاية شارلمان مع الخاتم من الحكايات الشهيرة التي تؤكد سقوط أوربا في غياهب الجهل والخرافة في القرون الوسطى ، قبل أن تتحقق نهضتها العلمية ، وكيف كان حتى زعماء الممالك والامبراطوريات الكبرى أسرى للدجل والشعوذة والأمور الخفية والأعمال السفلية ؟
فترى .. هل انعكس الوضع الآن .. ما رأيك ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى