تضم المملكة العربية السعودية العديد من الأماكن المميزة والمتفردة والتي تخبئ في جعبتها أسرارًا لا يعرفها أحد سوى البعض من أهل المملكة.
على رأس تلك الأماكن يأتي «وادي محسر» الواقع في مكة المكرّمة.. لماذا نهى الرسول عن وقوف الحجاج هناك؟ وماذا يحدث لمن يخالف الوصية النبوية؟ وما الأسرار التي يخبأها هذا المكان؟ كل هذا وأكثر نقدّمه في التقرير التالي:
يطلق أهل مكة على “وادي محسر” والذي يقع بين مشعري منى والمزدلفة اسم “وادي النار” أو “وادي المغضوب عليهم”.
ويحرص الحجاج على الإسراع عند المرور به، ويفر الحجاج من هذه البقعة اقتداءً بالنبي، فإنه لما أتى بطن محسر حرك الركب، كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما أتى محسر أسرع.
ويعود سبب النهي عن الوقوف بوادي محسر إلى أنه أحد الأماكن التي شهدت عقاب الله وعذابه لـ”أبرهة الحبشي” وجيشه عندما أتى إلى مكة عبر هذا الوادي، وتوقف السير بهذا الوادي أيضًا، وأرسل الله الطير الأبابيل التي انهالت على أبرهة وجيشه كما ذكر القرآن الكريم.
إلى ذلك، سرد الدكتور سالم الخامري مدير فرع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمكة المكرمة، قصة هذا الوادي من الجانب التاريخي والشرعي قائلًا: إنه من خلال تتبع كتب التاريخ يظهر أن هنالك عدة أوجه في سبب تسمية وادي محسر بذلك؛ وقد ذكرها المحب الطبري وغيره، فقيل: سمي به؛ لأنه حسر فيه فيل أصحاب الفيل، وقيل: سمي به؛ لأنه يحسر سالكيه ويتعبهم.
كما ذكر بعض المؤرخين أن أهل مكة يسمونه “وادي النار” لِما قيل إن رجلًا اصطاد فيه فنزلت نار فأحرقته، وجميع ما ذُكِر من الأوجه في سبب التسمية قد تناقلها كتب التاريخ دون الاستناد فيها إلى مستند قاطع.
وأضاف وما ذُكِر بخصوص استحباب إسراع السير للحاج في وادي محسر، فهو ثابت في جملة من الأحاديث والآثار الصحيحة، وأما ما ورد بخصوص الحكمة الشرعية من استحباب الإسراع عند المرور به للحاج، وهي كون الوادي المذكور محل نزول عذاب الله على أصحاب الفيل القاصدين هدم البيت.
وهذا الأمر قد ذكره أهل العلم؛ بناء على ما ثبت في الصحيح من أمر المار على ديار ثمود ونحوهم بالإسراع بالمرور؛ وأن هذه كانت عادة النبي صلى الله عليه وسلم في المواضع التي نزل الله فيها بأسه بأعدائه.