دب سوري بين صفوف الجيش البولندي وحقق بطولات لا يتخيلها أحد

تيتم صغيرا فأراد الله له أن يصبح جنديا مشهورا، تقطع الإذاعات بثها لاعلان وفاته كجندي سجل بطولات في الحرب العالمية الثانية إنه الدب السوري ( فويتك) كيف سافر ؟ وأي الحروب خاضها؟ وكيف حصل علي ترقياته؟ كل ذلك في التالي:

رغم الخدمة في العديد من الجبهات الصعبة والبارزة طوال فترة الحرب العالمية الثانية، فإن القوات المسلحة البولندية حققت شهرة من نوع مختلف، فكان جيشها هو الوحيد الذي شارك دب في صفوفه كمقاتل وجندي.

 سفر الدب السوري

سافر الدب البني السوري عبر الشرق الأوسط مع القوات لمدة عامين، بعد أن فقد والديه وتيتّم عندما كان شبلاً، ثم بيع لأحد الجنود في سلاح المدفعية البولندية، وحصل على اسمه الجديد، والذي يعني “المحارب السعيد”.
تربى الدب بين الجنود، وساعدت سنه الصغيرة أن يتم ترويضه بشكل كبير، فصار يأكل وينام مع المحاربين، حتى أنه كان ينال حماماً منعشاً عندما تتاح له الفرصة.

تجنيد الدب ضمن صفوف القوات

ولكي يتم التحايل على قرارات اصطحاب الحيوانات على متن السفن العسكرية عند الانتقال إلى إيطاليا، قاموا بتجنيده رسمياً باسم “الجندي فويتك”.
وبدلاً من حصوله على أجر جندي خاص في الجيش، حصل على حصتين من الوجبات الغذائية، بحسب صحيفة Washington Post.

 الدب فويتك في صفوف الجيش البولندي

كان فويتك، الدب البني السوري، يرافق القوات البولندية في جميع مناوراتهم خلال الحرب.لم يكن مجرد تميمة لجلب الحظ السعيد للقوات ، بل تم تجنيد الدب الذي شارك في الخدمة خلال عمليات الجيش البولندي، متوجهاً من مصر إلى إيطاليا، ونتيجة لذلك حصل على ترقية بسبب مساهماته في هذه العملية.

عادات سيئة

وبمرور الوقت، علّم الجنود فويتك بعض العادات السيئة، مثل تدخين السجائر، وحتى شرب الجعة، حتى أنه انضم إلى مباريات كرة القدم، وطارد البرتقال الذي ألقوه كقنابل يدوية أثناء التدريب، كما تعلَّم أن يحيي الضباط والمجندين واللعب معهم بإمساكهم من أقدامهم وقلبهم رأساً على عقب، وكأنه على وشك التهامهم.

دور مهم في المعارك أدى إلى ترقيته عريفاً

وعند وصول الكتائب البولندية إلى إيطاليا، وجد الجنود أنفسهم متورطين في واحدة من أكثر المعارك ضراوة في الحرب، وهي معركة مونتي كاسينو، حيث علق الحلفاء في محاولة كسر الخطوط الألمانية في كاسينو لمدة ناهزت 4 أشهر.

صورته علي شارة الكتيبة

في المقابل كان الدب البني أكثر من مجرد تسلية، فقد تم استخدامه أحياناً خلال أحداث المعركة، ففي معركة مونتي كاسينو الشرسة، نزل حاملاً صناديق العتاد، ونقلها من منطقة الإمداد إلى الخطوط الأمامية.هذا الموقف دفع كتيبته إلى تغيير شارتها، لتصبح صورة دب يحمل العتاد. وبعد المعركة، تمت ترقية فويتك إلى رتبة عريف، ليتجاوز رتبة الجنود القائمين على رعايته.

شهرة دولية وتقاعد مشرّف

عندما انتهت الحرب عام 1945، انتقل الدب فويتك إلى مزرعة في اسكتلندا، حيث كان يقوم بالأعمال المنزلية ويأكل العسل والمربى، وبعد رواج قصته أصبح يظهر في برامج تلفزيونية للأطفال.ووصل الأمر إلى تشييد 7 تماثيل له في بولندا وبريطانيا.وعندما رحل الدب عام 1963، عن عمر يناهز 21 عاماً، أعلنت الإذاعة الوطنية البريطانية BBC “وفاة جندي بولندي شهير.