يبدو التصميم مبهرا بآثار محراب ومئذنة بينما الصلوات ليست من الإسلام.. فهل كانت تلك الكنيسة يوما مسجدا؟ ما الأسرار التي تخبئها كنائس الأندلس ولماذا تغيرت معالم المكان بعد انتهاء الحكم العربي ؟ تعالوا لنعرف في التقرير التالي:
إنها قصة «الأندلس» التي لا زالت آثارها شاهدةً على تاريخٍ تليد وحضارة صدحت بصوت آذانها «الله أكبر تدوي في نواحيها”
نعود إلى زمن قديم حين امتدت أيادي الحضارة العربية البيضاء وبزغت شمسها على الأندلس تضئ لأوروبا طريق نهضتها، ولكن كيف كانت النهاية وما التحولات التي شهدتها المعالم الإسلامية في الحضارة المنقضية؟
قائد شاب يوثق موعدا بين المسلمين والتاريخ
ضرب المسلمون موعدا مع التاريخ وهناك نحو شرق أوروبا تألق القائد الشاب «طارق بن زياد».قاد طارق بن زياد جيشا توجه به إلى شرق أوروبا وسجل نصرا بموقعة «وادي برباط».. واختار سكان تلك المناطق الإسلام دينا.
لم يدم الحال، وانتهت الخلافة الأموية في دمشق لكنها استمرت لقرون بعد ذلك في الأندلس، إلى أن طال الأندلس ما طال الخلافة الأم بدأ العقد الفريد ينفرط حبة تلو أخرى. وبدأت المملك تتساقط في يد الأعداء بسبب الانقسام والفرقة والتناحر بين ملوك الطوائف .
ملوك الطوائف يمزقون الثوب المقدس
ما إن ظهر «ملوك الطوائف» حتى تفرقت إلى واحد وعشرين كيانا أقرب إلى «دويلات» .تفرق ملوك الطوائف بيد أن مصائب المتفرقين كانت فوائد للممالك واستولى فرديناند الأول على مدنهم ومُنِىَ العرب بما حدث في طليطلة.
اجتمع أهل الحل والعقد وتم اختيار خيرة رجالهم وطرقوا أبواب «دولة المرابطين» في المغرب وشمال إفريقيا الذين أسرعوا لإنقاذ الحضارة الإسلامية وانتصروا».
موقعة العقاب تنذر بالرحيل
لم تدم نتائج الانتصار طويلا، وآل الأمر إلى دولة الموحدين وتولوا حكم الأندلس لكن ذلك الحكم أيضا كان مصيره صعبا بعد موقعة «العقاب».تهاوت الأندلس وبدأ إخلاؤها من المسلمين وكان انتهاء ولايتهم على غرناطة إيذانا برحيلهم عن الأندلس.
انقضاء الحضارة الإسلامية
سُلِبت بامبلونا وبرشلونة وسنتياغو وليون ومدريد ذاتها وسلب الملك ألفونسو السادس طليطلة.. وغادر آلاف المسلمين تلك المناطق، ولسان حالهم يقول:لكل شئ إذا ما تم نقصان.. فلا يغر بطيب العيش إنسانُ.
المساجد التي أصبحت كنائس منها جامع قرطبة الكبير وجامع إشبيلية الكبير.. وغيرها وجميعها تشهد تصميماتها على أنها كانت مساجد في العصور السابقة.. وحدث ذلك بعد أن استسلم أبو عبد الله محمد الثاني المعروف بالصغير آخر ملوك الأندلس، حيث تم تغيير المعالم الإسلامية تماما، وكأن هذا التغيير وتحويل المساجد الأندلسية إلى كنائس جاء بأمر المسلمين وبقرارهم تسليم الأندلس.
