في واقعة مثيرة للجدل، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» مقطع فيديو زعموا أنه من حفل زفاف لعروسين من عبدة الشيطان في لبنان.
وبحسب ما جاء في الفيديو، ظهر الزوجين يرتديان اللون الأسود، وقد قامت الزينة على جماجم وهياكل عظميّة، وتوافد جميع المدعوّين بلباس أسود.
ووصف نشطاء مواقع التواصل اللبنانيون الحفل، الذي أقيم في بلدة بلّونة التابعة لقضاء كسروان «غرب وسط لبنان»، بأنه «عرس لعبدة الشيطان»، فيما اتهم العريس، نديم زلعوم، بـ «تزوير اسمه» للسماح له بتنظيم عرسه في البلدة.
ومن جانبهم، أعرب مواطنون عن صدمتهم، متسائلين: كيف يقام هذا النوع من الحفلات من دون اعتراض من قوى الأمن والبلدية والكنيسة، كون العرس المذكور «لا يحترم أصول الزواج داخل الحرم الكنسي»، على حد تعبيرهم.
وبحسب شهود العيان والمقربين من العروس، قالت سينتيا طاوقجيان، وهي صديقة مقرّبة من نديم زلعوم: «عرفنا حقيقة الأمور، وأنّ كلّ ما يقال لا يمتّ للواقع بأيّ صلة».
وعند سؤالها عن زلعوم، قالت: «إنّ نديم رسّام أوشام معروف من بلدة ريفون الكسروانيّة، وقد اختبر في حياته تجارب ومحنًا كثيرة صقلت معالم شخصيّته وحثّته على التفرّد عن محيطه بأسلوبه في اللبس، والموسيقى التي يسمعها، والتسريحة التي اختارها لنفسه، ما جعله يتميّز كثيرًا عن الآخرين».
ونديم زلعوم ليس جديدًا على الساحة الإعلاميّة اللبنانيّة، كونه ظهر سابقًا في أحد البرامج الحوارية اللبنانية وتحدّث عن أسلوبه في اللباس ومظهره الغريب، وتساءل عن الدواعي التي قد تحثّ الناس على الاهتمام به والاكتراث لما يفعله في حياته الشخصيّة، مؤكّدًا أنّه ليس أبدًا بالشخص المخيف الذي قد يتوجّب الابتعاد عنه».
وعن أخلاق نديم زلعوم، أكّدت طاوقجيان أنّه «شخص محترم جدًّا وفي غاية اللطف، وهو معروف بمدى طيبته وحسن تعامله مع الجميع، وبأخلاقه النبيلة»، مضيفةً أنّ «مظهره يعكس أسلوبًا معيّنًا اعتمده ليس إلاّ».
وبالتعليق على العرس، قالت طاوقجيان إنّه «ما من قاعدة تفرض الألوان التي يجب ارتداؤها في الأعراس، كما أنّ نديمًا وعروسه لم يزعجا أحدًا في الحفلة التي اتخذت طابعًا خصوصيًّا ولم يُدعَ إليها إلاّ الأصدقاء المقرّبون. أمّا الزفّة التي اختاراها، فعكست أهواء شخصيّة و«موضة»، تمامًا كما يحصل في أعراس أخرى يختار فيها العروسان زفّة شرقيّة، أو غربيّة، أو إسلاميّة تقليديّة، أو مسيحيّة، أو غير ذلك. وما فعله نديم وعروسه هو اختيار زفّة خارجة عمّا هو مألوف في الأعراس التقليديّة، للتميّز وحسب».
وتحدّثت طاوقجيان أيضًا عمّا فعلته وسائل الإعلام إبّان نشر صور العرس، وقالت: «إنّه تمّ تعديل إضاءة الصور المنشورة لتصبح أكثر دكنةً، في حين أنّ العرس جرى فعليًّا في وضح النهار، واتّسم بأجوائه المرحة والرومانسيّة، واتّسم بأسلوب يعكس ما يحبّه العروسان من موسيقى وألوان وزينة».
وبالكلام عن الخوارنة (رعاة الكنيسة)، قالت طاوقجيان إنّهم «هم الشياطين، لأنّهم يحكمون على الناس من دون سابق معرفة بما هم عليه»، ونصحت الناس «بالكلام عن أشياء تهمّ حياتهم وتحسّنها، بدلاً من الاكتراث للأهواء الشخصيّة لنديم وعروسه»، مضيفةً أنّه «في مطلق الأحوال، نديم الآن في شهر العسل، ولا يهمّه ما يصدر من أقاويل، سيّما وأنّه فعلاً شاب مشهور بتهذيبه، وهو أمر سيؤكّده كلّ من يعرفه».