جعلوا من تلك الطريقة ارتباطا رسميا وباركوها بعد أن خالفوا سُنَّة آبائهم وأجدادهم ..لكن الأغرب أن رجال الدين التزموا الصمت حيال تلك الظاهرة الأغرب في تاريخ الشام فهل ستنتشر تلك الطريقة للحياة الزوجية الجديدة؟وهل سيوافق الجميع عليها؟
أصبح مجرد التفكير في الإقدام على تكوين حياة أسرية لدى الشباب السوريين حلما يكاد يكون مستحيلا، أزمات بعضها فوق بعض سيطرت على الشباب المقبلين على عقد القران، ليس فقط في سوريا وإنما في معظم البلدان العربية… فكيف تعقدت شؤونهم ودفعتهم إلى ذلك التصرف؟
ضغوط اجتماعية
تسببت الضغوط الاجتماعية في صعوبة تكوين حياة أسرية بالدول العربية ومن بينها سوريا، تلك الضغوط التي تضطر عائلتي العروسين إلى تحمل أعباء إضافية يدرك الزوجان بعد مرور سنوات على اقترانهما أن أغلب تلك الأعباء كانت نتيجة الالتزام بشكليات كان من الممكن الاستغناء عنها .
ظهور الذهب البديل
المصوغات الذهبية أحد هذه الضغوط التي ربما تضطر الزوج إلى الاستدانة من أجل تدبير قيمتها المالية، وهي بالنسبة لشاب ي بدأ حياته كبيرة، لذلك ظهرة بعض المبادرات لتخفيف أعباء تكوين حياة أسرية في المجتمع السوري والتي كان من بينها مبادرة «الذهب البديل».
والتي تعتمد على أن يهدي الزوج عروسه ذهبا مقلدا أو فضة.. وظهرت بعد ذلك عادة محدودة الانتشار بشأن تحويل المهر في المناطق التي تحتاج الكهرباء إلى ألواح طاقة شمسية يهديها الزوج لعروسه.
مبادرات في الصحف
لكن مبادرات تخفيف أعباء بداية الحياة الأسرية في سوريا ذهبت جميعها إلى ذات مصير المبادرات المماثلة في غيرها من المجتمعات العربية وظلت محدودة.
في ظل سيطرة العادات والتقاليد على أغلب تلك المجتمعات.. التي تعتبر تخفيف الأعباء تقليلا من قيمة الأعراس بل ومن قيمة العروسين.
الولائم و التكاليف العالية
العراضة السورية.. والدبكة.. والموائد .. والحلوى كلها عادات اعتبرها مجموعة من الشباب السوريين صعوبات ممنهجة لتعطيل الزفاف.
الشباب حملوا مسؤولية التكاليف للأهل والعائلات التي تميل إلى الافتخار والطقوس المكلفة بغض النظر عن الضغوط المادية التي يقع أغلبها على الرجال.
خالفوا سنة الآباء والأجداد
لذلك بدأت المجموعات الرافضة لتلك العادات المكلفة من الشباب تطبيق أغرب عادات الارتباط الرسمي في المجتمع السوري بعد أن قرروا ربط الفكرة بمخالفة واضحة لعادات سورية استقرت لدى هذا المجتمع مئات السين.. وتعتمد الفكرة الجديدة لتكوين حياة زوجية في سوريا على تجاوز جميع الطقوس القديمة .. فماذا فعل هؤلاء الشباب؟
خلافات داخل المنازل السورية
التقليد الغريب على المجتمع السوري تسبب في خلافات مع جيل الكبار الذي اعتاد الربط بين المكانة الاجتماعية وبين الارتباط المصحوب بالعادات المشار إليها، لكن موقف الرفض القائم لدى هؤلاء الشباب دفعهم إلى سرعة نشر الفكرة من خلال إلغاء شرط السن المبكر للارتباط لدى المجتمع .. وتحديد سن الأربعين أو الخمسين عاما سنا مناسبا لعقد القران في ظل التكاليف التي لا طاقة لها بشاب في مقتبل حياته.. ولعل رأي المؤسسات الدينية لن يشكل أزمة بشأن ارتباط رسمي موثق لكنه تجاوز تقاليد مجتمع .. فهل يقبل السوريون بذلك السن؟