كثيرا ما ظهرت بعض الأصوات المعارضة لوجود السوريين في أوربا.. فكيف وصل ذلك السوري إلى هذا المنصب الحساس في ألمانيا؟ ومن ضمن له السيطرة السياسية في بلد حلَّ عليه يوما ضيفا كانت كل أهدافه فيه تتلخص في الموافقة على طلب إقامته .
لم يكمل السوري ريان الشبل حتى الآن الثلاثين عاما من عمره بينما تحول إلى أيقونة ملهمة للسوريين كافة وفي مجتمعات ظهرت فيها يوما أصوات تبدي تحفظا على وجود المهاجرين العرب، قدم الشبل أدلة عملية على قدرات أخرى يتمتع بها السوريون بعيدا عن الإبداع العلمي الذين أثبتوا فيه إمكاناتهم.
المكان والزمان والحدث
المكان: مقاطعة كالو في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية
الزمان: شهر أبريل الماضي
الحدث: قرار رسمي من الحكومة الألمانية بإجراء انتخابات لاختيار عمدة للولاية
البطل: مهاجر سوري وطئ هذه الأرض منذ ثمانية أعوام وكل أمانيه الموافقة على طلب حصوله على الإقامة، بينما بدأ تطوير ذاته في سبيل تحقيق طموحات سياسية لم تكن وقتها معلنة لكن عضويته في حزب الخضر الألماني كانت مؤشرا لأمر هام ينتويه.
قبول واسع في محيط العمل
حقق ريان الشبل قبولا كبيرا في المجتمع الألماني في محيط العمل والسكن وأصبح واحدا من أكثر المهاجرين شعبية وحينما بدأ أولى خطواته السياسية في ذلك البلد الذي حل عليه ضيفا منذ ثمانية أعوام قرر اختيار حزب الخضر الألماني .. المعروف بمواقفه المتساهلة حيال النازحين المقيمين في ألمانيا سواء من العرب أو من غيرهم من سائر الجنسيات. وهو ذات الحزب الذي انتقد وزارة الداخلية الألمانية من قبل لسوء تعاملها مع السوريين.
رحلة الحصول على الجنسية
خلال عام ألفين واثنين وعشرين حصل ريان الشبل على الجنسية الألمانية بعد استيفاء الإجراءات المطلوبة لذلك وساعدته علاقاته الواسعة خلال عمله في قطاع المال والأعمال في تسهيل حصوله على الجنسية .
قرر ريان الشبل بعد ذلك الترشح لمنصب العمدة في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية لكنه أراد أن يكون ترشحه قرارا ذاتيا بحيث يمارس مهام منصبه بعد ذلك بحيادية تامة فهو من ناحية مهاجر سوري الأصل ومن ناحية أخرى محسوب على حزب معروف مسبقا بمواقفه التي تدعم النازحين .
ترشح بدون فاتورة انتخابية
لذلك قرر ريان الشبل الخروج من عباءة حزب الخضر الألماني وقرر الترشح في الانتخابات المقررة على منصب العمدة مستقلا بعيدا عن الأحزاب وكان له ما أراد حيث انتخبه مواطنو الولاية ليرد على خبر فوزه برسالة إليهم قائلا : «صنعت التاريخ».
رسالة قوية إلى الداخل السوري
أصبح ريان الشبل بذلك العمدة السوري الأول في جنوب غربي ألمانيا بعد أن سجل نجاحا كبيرا – ليس فقط على المستوى السياسي بل على المستوى المهني أيضا في عالم المال والأعمال، ولعل تقدمه السياسي في بلد أجنبي يجدد التأكيد على رسالة هامة للداخل السوري مفادها أن السوريين قادرون على حسم مصيرهم بأنفسهم. … فهل وصلت الرسالة التي حررها ريان الشبل سريعا أم أن أمامها وقتا حتى يستوعبها الجميع؟