أصبحت ملجأ للمهاجرين.. فهجرها السكان الأصليون، موطن ثاني للجميع، غالبية سكانها من العرب، تدين للعرب بنجاحتها، فمن هي تلك البلد؟
في الخمسينات من القرن العشرين، تحولت دولة كندا من بلد زراعي إلى بلد صناعي ذا قوة صناعية، واستخرجت من باطنها أثمن المعادن، لتزدهر وتكون من أكثر الدول رفاهية، لكن بلد كهذا لا ينقصها سوى شيئا واحد وهو السكان فما كان أمامها سوى استقطابها، ليكون العرب وجهتها الأولى.
فعلى مدار الأعوام الماضية، شهدت دولة كندا حضورا عربيا كبيرا، حيث انقسمت الهجرة العربية إلى كندا إلى 4 موجات الأولى كانت مع المسيحيين المشارقة والثانية مع المصريين بالتزامن أزمة قناة السويس وأيضاً مهاجرين من العراق وسوريا والأردن وفلسطين، والثالثة كانت من نصيب الشعب اللبناني أثناء الأزمة اللبنانية عام 1990، أما الهجرة التي بدأت عام 1992 ومازالت مستمرة حتى الآن فهي من دولة الجزائر وتزامنت بدايتها مع نزاع العشرية السوداء مع الفصائل الإسلامية.
ولأن دول المغرب العربي يتحدثون الفرنسية كلغة ثانية، فكان اختيارهم لمقاطعة كيبيك المقاطعة الوحيدة الناقطة بالفرنسية في كندا الاختيار الأمثل لهم، ويعيش الغالبية من الكنديين العرب إمَّا في مقاطعة أونتاريو أو كيبيك، حيث يعيش في مقاطعة أونتاريو 43% من السكان العرب في كندا، في حين يوجد 39% في كيبيك و 4% في كولومبيا البريطانية و 3% يقيمون في نوفا سكوشا.
ولكثرة التواجد العربي في كندا، أصبحت اللغة العربية ثالثة اللغات المتحدثة بعد الإنجليزية والفرنسية، في العاصمة أوتاوا.
وعن سبب استقطاب كندا للمهاجرين بشكل دائم، فذلك لأنها بحاجة لعمالة للنهوض باقتصاد البلد، حيث إن كندا ترتفع فيها نسب كبار السن كما تنخفض فيها نسبة مواليد السكان الأصليين، فكان استقطاب المهاجرين الخطة الأمثل لها للحفاظ على وجودها، وتمكنت كندا بفضل العرب اقتحام قائمة أقوى عشر دول اقتصاديا، كما حققت أعلى معدل نمو سكاني بين دول مجموعة السبع، كما ان تدفق العرب كان العامل الرئيسي لتوفر اليد العاملة وادارة القطاعات الحيوية، وزيادة المشاريع المحلية.
وعلى الرغم من طلب كندا مهاجرين لها بشكل دائم، إلا إنها تعاني هجرة من سكانها الأصليين بشكل كبير حيث يهاجر شخص من بين كل 5 أشخاص أصليين، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها الدراسة في دول أخرى والهجرة للولايات المتحدة للعمل هناك، كما أن كبار السن يفضلون العيش في مناطق أكثر دفء.
وعلى الرغم من طلب كندا لمهاجرين وعمالة للعيش والاستقرار بها، إلا ان دولة كندا دقيقة جدا في اختيارها للوافدين، حيث تختار ممن لهم مستوى علمي محدد، وبالرغم من الاختلافات العرقية والدينية والاختلافات الأخرى، إلا ان كندا تمنح دائما زائريها شعور الموطن الثاني.