تبدو سيدة هادئة الطباع بينما لا يعرف أحد ماذا تخبئ وراء عيونها من قوة مكنتها من إنقاذ مئات الرجال الأوروبيين من مواجهة مع مصير محتوم في لبنان.. بينما كشفت الأيام عن حقيقتها ووالدها وأفعاله بشأنها.. فماذا فعلت تلك السورية التي فاقت قدراتها رجال في دوائر السلطة؟
إنها «ياسمينة أزهري».. التي قررت خوض مجالات طالما اعتبرها السوريون مجالات خاصة بالرجال، لا طاقة للسيدات بالوصول إليها.. حتى أنها وصلت إلى ملكة هولندا التي قررت مكافأتها جراء أدوارها.
لم تكن تتخيل تلك الصبية الجميلة ابنة السبعة عشر ربيعا أنها ستكون في مهمة ربما يعجز عنها الرجال حيث استدعاها والدها يوما ليخبرها بقراره الصعب.. رأى الوالد أن مهام مكتبه المتخصص في النقل البحري لا بد أن يكون له فيه ذراع إداري ينفذ مهامه ضمانا لربح كان يؤمن الوالد أنه لن يتحقق دون مصدر ثقة..
صغيرة تتردد على المكتب الكبير
في وكالة النقل البحري حيث عمل الوالد فوجئ العاملون بتلك الصغيرة تتردد على مكتبه لكنهم ظنوا أنها بالكاد تزور المكتب لتغادر سريعا لكن تبين أن ياسمينة تتردد على المكتب للوقوف على تفاصيله الإدارية كافة.. وهنا أدرك الموظفون أن ابنة صاحب المنشأة التي يعملون فيها ستكون لها الكلمة العليا في توجيه مسار العمل.
ما أن نجحت ياسمينة أزهري في مجالها حتى قررت دخول مجال التجارة كأول سورية تعمل في البيزنس ورأت أن ذلك أفضل طريقة لتميزها لأنها بنظر بلدها سيدة تقوم بمهام رجل وعلى أكمل وجه.. حتى بدت في جميع المجالات التي خاضتها سيدة حديدية تتصرف بطريقة مغايرة عن رفيقات جيلها.
سيدة وسط الرجال
«أضطر أحيانا لتناول العشاء وسط عشرين رجلا دون أن يسبب لي ذلك أي إحراج لأن تلك طبيعة العمل».. بذلك الرأي اعترفت ياسمينة بقدراتها الخاصة التي مكنتها من إدارة الأعمال التجارية وفق حدود وضوابط وضعتها مسبقا بما يضمن أن ينظر الرجال إليها باعتبارها «سيدة أعمال».
ترى ياسمينة أزهري أن دخولها مجال التجارة والأعمال لن يكون مؤثرا على حياتها الشخصية كربة منزل تقوم على رعاية أسرة وأبناء حيث تصل مهامها اليومية إلى خمسة عشر مهمة، وتعتبر أن مجرد ملامسة المياه لجسد الإنسان هو سر حيويته واستعادة النشاط.
سر القوة الخفية
«نام بكير» تعتبر سيدة الأعمال السورية أن نمط حياتها اليومي سر قوتها بالحصول على أقصى درجات الاستفادة الصحيةة من النوم إذا كان ذلك النوم مبكرا.. وقد دخلت قائمة أقوى خمسين سيدة في الوطن العربي وتنسب الفضل فيما وصلت إليه إلى والدها السوري ووالدتها الصربية اللذين ربياها على قيم سبقت ما تحصلت عليه من خبرات ودرجات علمية .
تعترف الحكومة السورية لياسمين أزهري بدورها في تعميق العلاقات التجارية بين دمشق وهولندا، وشغلت عضوية مجالس إدارات العديد من المؤسسات الاقتصادية.. ورغم نجاحها مهنيا واقتصاديا إلا أن ياسمين أزهري مرت بتجربة وصفتها بأنها «غير ناجحة في حياتها الزوجية» حيث طلبت الانفصال بسبب اختلاف في الطباع والآراء وليس لأسباب تتعلق بحياتها العملية.
