ما ذلك الخبر الذي أبكى فارس الزمن السوري الجميل عبر الأثير؟ وهل كان رد فعل ذلك المذيع سببا في خروجه من البلاد؟ وما هو الجميل الذي أسداه فؤاد شحادة لهؤلاء النجوم؟ وإذا كان قد ساعدهم فعلا فلماذا التزموا الصمت حيال الأزمة التي تعرض لها المذيع السوري الكبير؟
اسم ظل لعشرات السنين من أكبر نجوم الإعلام السوري في الزمن الجميل.. لم يكن مجرد مذيع بل كان الرجل مؤسسا من الآباء الأوائل للإذاعة والتلفزيون السوري حتى أن كثيرا من المذيعين السوريين اتخذوا أسلوبه مدرسة لمن أراد أن يتعلم القدرة على مواجهة التلفزيون والكاميرا.
نجل درعا يمثل دمشق إعلاميا
فؤاد شحادة.. اسم يتردد لدى المذيعين السوريين كافة.. بل ولدى كتاب التاريخ الحديث، فقد ولد الإعلامي الكبير في مدينة درعا عام ألف وتسعمائة وخمسة وعشرين ومع أولى لحظات البث الإذاعي السوري في الخمسينيات انطلق صوت فؤاد شحادة وكأنه يوقع اتفاقا مع السوريين كافة بأنه على موعد مع إهدائهم أعز ما تملكه القوة السورية الناعمة.. فكيف فعلها المذيع السوري الكبير؟
أحلام الموهوبين في الوصول للإذاعة
خلال فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت مجرد استضافة أي موهبة في إذاعة عربية بداية حقيقة للصعود حيث كان صوت الأثير هو وسيلة الإعلام الأولى في تلك اللحظة حتى أن بعض الموهوبين جعل مجرد وصول صوته عبر أثير الإذاعة هدفا لكل من يريد الشهرة السريعة من المطربين وأصحاب المواهب.
نجوم على أبواب الإذاعي الكبير
كانت البداية مع برنامج ركن الهواة في الإذاعة السورية .. وبدأ أصحاب المواهب يطرقون أبواب فؤاد شحادة ومن بينهم فهد بلان و محمد جمال وطروب والملحن سهيل عرفة ولا يعلم كثير من جمهور هؤلاء النجومأن شحادة كان صاحب اليد البيضاء في تقديمهم إلى الجمهور السوري والعربي وصناع الطرب.
فترة الإقامة في مصر
تعددت المحطات الهامة في تاريخ فؤاد شحادة الذي كان الاسم الأول بين الإعلاميين السوريين وقد تعرض لأزمة لم يشأ الخوض في تفاصيلها اضطرته إلى الإقامة في مصر خمس سنوات بدأت عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين لكن عودته إلى سوريا كانت أقوى من ذي قبل فلقد عاد ليتولى التقديم في التلفزيون السوري.
صوت خاطب عاطفة الملايين
ولكن ما قصة البكاء الشهيرة التي كان بطلها فؤاد شحادة والتي هتف السوريون بعدها في الشوارع والميادين التي احتشدت بهم وقت سماعه؟ حينما تمت الإجراءات المطلوبة لإعلان الوحدة التاريخية المعروفة بين سوريا وجمهورية مصر العربية لتكون الدولتان جمهورية عربية متحدة وتقرر اختيار مذيع على قدر عال من الكفاءة لقراءة بيان الوحدة على السوريين والعرب كافة .
بيان تاريخي غلبته الدموع
استقر اختيار المسؤولين على فؤاد شحادة فللرجل قدرة على الحضور والتأثير فضلا عن قوة صوته ومخارج ألفاظه وجماهيرته بين المستمعين وخرج شحادة يتلو بيان الوحدة لكن ميوله الوطنية جعلت تحت سيطرة مشاعره فأجهش بالبكاء أثناء تلاوة البيان عبر أثير إذاعة دمشق..رحل الإعلامي السوري وظل صوته نابضا في أرشيف الزمن الجميل.