صفحة سوداء في تاريخ العراق ، تسمى أبو طبر ، رجل أدخل الرعب في كل بيت عراقي ، وشكل أسطورة من الخوف ، لا ينساها العراقيون ، ما حكاية هذا الرجل وهل كان فعلا رجل صنعته الدولة أم مجرد عقلية إجرامية مخيفة.. وهل حقا لا يزال على قيد الحياة، سأحكي لكم في التقرير التالي:
بداية اللعنة
في عام 1973 العام المشؤوم على العراق وخصوصا بغداد بدأ كل شئ عندما أبلغ الثري العراقي ، رشيد مراد رشيد عن أنه وجد زوجته السيدة ماجدة الحمامي فاقدة حياتها بطريقة صعبة ومخيفة بواسطة آلة حادة .
وقتها اتهمته الشرطة كمشتبه أول وتم القبض عليه ووضعه في السجن ، لكن بعدها بأسبوعين أبلغ جيران عائلة بشير احمد سليمان وهو عميد متقاعد ، أنهم لم يروه هو وعائلته منذ مدة.
وبمداهمة الشرطة البيت وجدت المفاجأة ، العميد وابنه وابن زوجته وزوجته منهاة حياتهم بنفس طريقة إنهاء حياة السيدة ماجدة.
بدأت الشرطة تربط بين الجريمتين وتبحث عن الجاني، خصوصا أن نفس طريقة الاقتحام والدخول وسرقة بعض الاشياء من المنزل واحدة!!
حتي حدثت الجريمة الثالثة التي هزت الرأي العام في العراق في شهر يوليو من نفس العام، عندما تم إنهاء حياة أسرة الثري العراقي جون إرنست بنفس الطريقتين السابقتين، والأصعب أن بيته كان على بعد 200 متر فقط من القصر الجمهوري، وكأن الفاعل يتحدى الشرطة.
الرعب ينتشر في بغداد
انتشر الرعب في بغداد بين الناس لدرجة أن الناس كانت تجتمع وتنام كل ثلاث بيوت في بيت واحد خوفا من المجرم المجهول
وانتشر في الإعلام اسم أبو طبر، والكل كان خائفا منه ، وللأسف وقتها تم القبض على الكثيرين ظلما، وشكلت الحكومة لجنة من محققين ألمان وروس وفرنسيين للبحث عن أي ثغرة يتم بها الوصول إلى هذا الرجل ، وأصبحت كل العائلات خصوصا الثرية مرعوبة من اسم هذا الرجل .
القبض عليه
بعدها بعام أبلغت امرأة في المنطقة الشمالية بأن بيت جيرانها به حركة مخيفة وأنها تعلم أنهم ليسوا في المكان
ذهبت الشرطة على الفور وهناك فتح لهم الباب رجل أنيق اربعيني لا يبدو من مظهره أنه حرامي أو مجرم ولكنه مخيف المنظر للغاية ذو ملامح قاسية.
قال لهم انه ضابط طيار وان هذا هو بيته لكن الشرطه لم تصدقه وانكر الحارس معرفته به فاخذوه على المخفر فقال لهم انه دخل المنزل بهدف السرقه لكنه لم يجد شيئا يسرقه وانه يعيش في حي يدعى حي العامل ذهبت الشرطه للتحقيق وهناك وجدوا المفاجأة وجدوا بعض المصوغات خصوصا من بيت جون ارنست ووجدوا مجوهرات وأشياء قيمه وعرفوا انهم قبضوا على “ابو طبر” وفي منزله انهارت زوجته وشقيقه واعترف بكل ما يفعله من جرائم.
من هو “أبو طبر”
وبعد التحريات اكتشفت الشرطه أن ابو طبر يدعى حاتم ومن مواليد 1932 وهو كان شرطيا في القوة الجوية تم فصله بسبب سلوكه غير السوي ثم عين كمدير للنفط في كركود، لكن أيضا تم فصله بسبب سلوكه السيء وسجن مرتين وتورط في عمليات تزوير واستطاع ان يعود للشرطة مرة أخرى وعمل كشرطي بل وأنه حقق بنفسه في الجرائم المرتكبة وانتقم من بشير سليمان لأنه كان مديرا في الشرطه وقت القبض عليه.وعمل في تهريب السيارات والتزوير واتضح أنه كان عقليه إجرامية غريبة.
انتهاء حياته
ظهرت نظريات كثيره تقول إن ابو طبر هو من صنع الحكومة او المخابرات العراقية ، وأن الهدف منه تصفية شخصيات مهمة، لكن تم انهاء حياته بعد الحكم عليه عام 1976 وبعد ان ظهر في التلفزيون واعترف بجميع جرائمه.لكن ظل الناس يعتقدون أنه حي خصوصا أنهم لم يروا جسده وظلت حكايته صفحة سوداء ومرعبة في تاريخ العراق .