هل تصدق أن هناك ضفادع غير مرئية تقريبا، نعم ضفادع من نوع خاص تستطيع التحكم في السائل الحيوي بجسدها وتخفيه تماما عن الأنظار، وبهذه الطريقة تستطيع التخفي تماما والهوب من الحيوانات الفترسة ، فما السر وراء هذه الضفادع؟ وهل يا ترى ترتدي طاقية الإخفاء ؟ وهل يمكن استثمار تلك الضفادع لصناعة طاقية إخفاء بشرية؟ تعالوا لنتعرف سويا على قصتها.
كائنات في غاية الغرابة، لا تعرف كيف امتلكت تلك المقومات لتخفي نفسها عن البشر والحيوانات المفترسة ، هل تصدق أن هذه الضفادع يمكنها تغيير لونها تماما مثل الحرباء ، والأهم من ذلك أنها تستطيع إخفاءه . هذا ما كشفته دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة Science تؤكد أن هناك نوعا من الضفادع يسمى الضفادع الزجاجية ، نظرا لكونها تستطيع إخفاء 90 % من السائل الحيوي لديها في منطقة الكبد ، وبالتالي يصبح 90 % من جسدها غير مرئي ، هذا ما يحدث أثناء الليل ، ويساعدها في أن تهرب من الحيوانات الفترسة التي تطاردها أو تتربص بها ، ولكن ماذا يحدث أثناء النهار ؟
أثناء النهار تتعلق تلك الضفادع بأوراق الشجر وتأخذ هيئتها ولونها فلا يكون لها ظل . تصبح تماما مثل الحرباء وتتخذ اللون الأخضر ، هكذا تنام في النهار وهي مطمئنة آمنة ، وحين تستيقظ يتحول لونها إلى البني ، وتبدأ في استخدام طاقاتها لتصبح غير مرئية أو بمعنى أصح شفافة تماما.
وشرح احد العلماء الذي شاركوا في الدراسة بمعهد ديوك قائلا إن هذا النوع من الضفادع عجيب حقا:” عندما تتسم بالشفافية، فهذا من أجل سلامتها، عندما تكون مستيقظة، يمكنها التهرب من الحيوانات المفترسة بنشاط، ولكن عندما تكون نائمة وأكثر عرضة للخطر، فقد تتكيف لتظل مختبئة”.
وقام العلماء بتصوير تلك الضفادع بالضوء والموجات فوق الصوتية لفتح مجال جديد للرؤية بخصوصها ، ليتأكدوا من قدرتها على إخفاء جسدها بنسبة 90% ، والقدرة أيضا على ضغط جسدها وتقليص اعضائها بطريقة عجيبة ، وكلها وسائل للحماية والتكيف والتملص من الحيوانات المفترسة .
الجدير بالذكر أن هذا الاكتشاف يعد مذهلا بالنسبة للعلماء خاصة أنه من الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل ان يستطيع حيوان تقليل نسبة الاكسجين في السائل الحيوي دون ان يتعرض للتخثر ، ومن المفترض أن يتم الاستفادة من حالة تلك الضفادع وقدرتها على ضغط اعضائها وإخفاء جسدها في ابتكار علاج يمكن ان يساعد في حالات تخثر السائل الحيوي لدى البشر .
تعتبر تلك الضفادع الزجاجية الشفافة من أسرار الطبيعة الغامضة ، ومن الممكن ان تحمل رسالة وبشارة للبشر الذي يعانون من حالات معينة ، فهل يمكن ان يصل العلماء لسرها الحقيقي ويستطيعون استثمار هذا السر في إخفاء البشر في المستقبل ؟