اعتبر جمهورها خروجها من سوريا هروبا ولم تقتنع بإشارات رسمية بشأن عدم وجود موانع لعودتها إلى سوريا.. لكن الموقف السياسي لتلك الفنانة ألقى بظلاله على مشوارها الفني وربما على حياتها بأكملها، وبينما حاولت الحصول على إجازة من السياسة.. إلا أن اشتباكها مع زوجة الرئيس السوري أعادها إلى الواجهة مجددا.
الفنانة يارا صبري.. واحدة من الفنانات السوريات اللائي يجاهرن بموقفهن السياسي منذ اندلاع المواجهات الداخلية في البلاد، حيث أعلنت معارضتها للعديد من القضايا المتعلقة بالشأن العام دون أن تعلم الثمن المقرر أن تدفعه جراء ذلك.
اشتهرت يارا صبري بامتلاك الموهبة والجرأة في ذات الوقت.. فهي من عائلة فنية ، والداها هما الفنانان سليم صبري وثناء دبسي وزوجها الفنان ماهر صليبي ولديها ولدان.. حيث ساعدتها العائلة الفنية في مشوارها الفني.. لكنها لم تدعم استمرارها في سوريا عقب الأحداث التي شهدتها البلاد
فنانة المعارضة في بيان الحليب
بحلول عام ألفين وأحد عشر تم تصنيف يارا صبري باعتبارها واحدة من الفنانين المحسوبين على المعارضة بعد أن وقعت «بيان الحليب» الذي حمل انتقادات واسعة بشأن الجهود المفترض بذلها لإيصال الحليب إلى الصغار في درعا.
قررت يارا بعد ذلك البقاء في الإمارات وبرغم عدم وجود قرار رسمي أو أوامر صادرة بشأن منعها من دخول سوريا إلا أن بقاءها في الإمارات طيلة الفترة الراهنة دون زيارة بلادها ترك الكثير من الشكوك حول موقف الدولة السورية منها.
سر الخروج عن الصمت المؤقت
ظلت الفنانة السورية تكتم رأيها السياسي طيلة بقائها في دولة الإمارات.. إلى أن تم ترويج مقطع رسمي لاتصال أجرته زوجة الرئيس السوري بشار الأسد بفتاة سورية تضررت من الزلزال الذي ضرب البلاد مؤخرا ، وسؤالها عن أحوالها وكيفية تجاوز أزمتها الصحية.
المقطع الذي نشرته الرئاسة السورية أثار جدلا كبيرا في الداخل السوري بشأن الاتصال الذي أجرته أسماء الأسد بالفتاة وخصوصا لدى المعارضة التي اعتبرته دعاية سياسية .. بينما اعتبره مؤيدون لفتة إنسانية.
فنانة بدرجة مناضلة
أعاد المقطع يارا صبري إلى الواجهة حيث أبدت اعتراضها على المقطع ورأت أن الأولوية عن ذلك الاتصال كان الملف الحقوقي الذي طال صغار السن.. وقالت يارا عبر تويتر في خطابها الذي وجهته إلى أسماء الأسد: ياسيدة ارسمي قلباً ولوحي بيديك لصغار منسيين في السجون.. ونشرت يارا صورة لفتاة تم توقيفها.
تربط يارا بين السياسة وبين حياتها الراهنة حيث تعرضت لمواقف صعبة.. استدعت والدتها ثناء دبسي إلى إعلانها عن أمنيتها بأن تضمها إليها بعد أعوام من الفراق.. وكذلك الوالد الفنان سليم صبري الذي يفخر دائما بموهبة ابنته وولعها بالفنون واصفا إياها بأن «الله خلقها فنانة».
