هو أحد أكثر الأماكن على سطح الكرة الأرضية غموضا، تدور حوله حكايات وأساطير تجعل الشعر الأسود يشيب، أصوات البكاء والصرخات في الليل توقف القلب عن دقاته يحيط به الضباب ليخفي الأسرار.. إنه جبل “حرفة”.. ماذا يحدث في السعودية على ارتفاع 2500 متر؟
تدور حول جبل حرفة حكايات وأساطير منذ قديم الأذل يخشى الكبير والصغير صعوده، حيث تحولت الحكايات الصادرة عن أهواله أسوارًا عالية من المخاوف التي تمنع أي حد من عبورها.
ويروي جيران الجبل قصص أشبه بالخيال عن ما حدث معهم، فيقول الشاعر مرضي العمري من قرية بني رافع الملاصقة للجبل، إنه يسكن أسفل جبل حرفة وأثناء عودته لمنزله في وقت متأخر في إحدى الليالي منذ 15 عاما، وجد أغرب شئ في حياته ولا يجد له تفسير حتى الآن.
حيث عندما اقترب من منزله وجد على قارعة الطريق أربعة أشخاص من الجنسية التركية يقفون ويبدو عليهم الخوف والقلق، وعندما سألتهم عن سبب وجودهم في هذا المكان في ذلك الوقت المتآخر من الليل، فأخبروني بأن إثنين من أصدقائهم قرروا الصعود إلى قمة جبل حرفة في العاشرة مساءً ولم يعودوا حتى الآن.
وواصل : “الأتراك طلبوا مني مساعدتهم من أجل البحث عن أصدقائهم خشية أن يكون حدث لهم شئ، فقررت الصعود معهم ومساعدتهم، لاسيما أنهم لن يعرفوا دروب الجبل في هذا الظلام مع ارتفاعه الذي يبلغ نحو 2500 متر”.
وأضاف: بالفعل بدأنا بالصعود ولم نصعد سوى مسافة قصيرة، حتى تفاجأنا بوجود رفيقهم الأول ولكنه كان متشبث اليدين بصخرة وماء الحياة الذي يجري في العروق يخرج من يديه، لا يستطيع فك يده، وقمت حينها بقراءة آيات من القرآن الكريم، فتحررت يداه، ولكننا فشلنا في إيجاد رفيقه الآخر.
وواصل في الصباح، ذهبت إلى السلطات الأمنية للإبلاغ عن الواقعة وطلب المساعدة، وبالفعل وحضروا معي لأسفل الجبل وعندما وصلنا كانت المفاجأة أننا وجدنا الشخص المفقود قد عاد ولكنه مصاب وزجاج سيارة متناثر، وعندما سألناهم عما حدث أخبرونا بأن صديقهم سقط عليهم من الجبل بسرعة البرق، حتى أنه اصطدم بزجاج السيارة.
وعاد ليؤكد واقعة النصف دستة أتراك أحد الرقاة الشرعيين والذي أكد أن الأتراك حضروا إليه وطلبوا منه القراءة على أحدهم والذي كان مصابا بمس من الجان.
وروى سعيد العمري، أحد جيران جبل حرفة المرعب، بأن أحد أقاربه توجه إلى غابات الجبل لصيد الطيور بأحد الأيام، وعندما شاهد قريبي طائرا يقف على أحد الصخور وحينما هم بالتصويب لصيده، سمع صوتا غريبا تلاه انتزاع المعدة العسكرية منه يده وكسرها على الفور لتتحول إلى قطعتين، حينها أصيب بحالة من الهلع والخوف بسبب ماجرى له.
فيما قال محمد بن علي، الذي يسكن على مقربة من الجبل المرعب، أنه طالما سمع قصص من كبار السن بشأن إحدى الفتيات العذارى، وكانت تملئ الماء من أحد الآبار المحطية بالجبل، وإذا شاهدت خاتم يدور في الماء فحاولت الإمساك به، فاختطفها الجان داخل الماء، واختفت، فحاولوا البحث عنها ولكنهم يجدوا لها أثرا داخل البئر.
وواصل: بعد مرور عدة أيام وفقد الأمل في العثور على الفتاة، دخل منزل والدها ثعبان كبير، وعندما هم الرجل باستهداف هذا الثعبان إذا هو يتكلم، ويخبره بأنه جان يسكن جبل حرفة، وأن ابنته التي اختفت منذ أيام في البئر لديه، وأنه ارتبط بها ولت تعود له مرة أخرى.
وقال أبوعراد، أحد جيران الجبل أيضا، إن من يريد أن يصبح شاعرا فعليه النوم في هذا الجبل للاتصال بالجان في مجال الشعر، ليكون هذا الجبل صار أسطورة مليئة بالخوف والرهبة لكل من يعرفه.