ما هي المعايير التي بموجبها تقرر اختيار هذه المهندسة لتلك المهمة الحيوية؟وكيف وصلت إلى تلك المناصب خارج بلادها دون وساطة أو معرفة مسبقة؟وما قصة مسافة الثمانين كيلومترا التي اضطرت لقطعها يوميا للحصول على هدفها؟ لتصبح فيما بعد قصة ملهمة لكل المهاجرين .
بملابسها وهيئتها وحجابها .. هي سيدة عربية خالصة لكن الذي يسمع حديثها باللغة السويدية لا يكاد يفرق بينها وبين الأوروبيين في شئ .. هي تتحدث وتباشر مهامها اليومية كما لو كانت وليدة هذا البلد الأوروبي الذي وصلته مهاجرة إليه من سوريا لتتولى واحدة من أهم المسؤوليات فيه بعد أصبحت سيرتها الذاتية معروفة للجميع في ذلك المجال.
الوصول لأهم المناصب
إنها المهندسة السورية «دينا أحمد».. التي نالت ما أرادت وحققت تقدما مبهرا في حياتها العلمية والمهنية بعد وصولها إلى أهم المناصب .
ولكن قبل التطرق إلى تفاصيل الإنجازات الهندسية التي حققتها دينا أحمد .. لنا أن نتعرف على طبيعة المهام التي أجبرت واحدة من أكبر الشركات الأوروبية على الاستعانة بهذه المهندسة.
إقبال متصاعد على المواقع البحرية
تحمل المنازل العائمة أهمية كبرى في مختلف الدول الأوروبية فهي ركيزة أساسية وحيوية للسياحة في المواقع البحرية والجزر الخلابة وتعد السويد من أشد الوجهات السياحية جمالا حيث تنفرد العاصمة ستوكهولم وحدها بأنها تضم ثلاثة آلاف جزيرة، وهو ما يفسر اهتمام هذا البلد بصناعة وتصميم البيوت العائمة.. والإقبال على السكن قرب المواقع البحرية.
تقدم علمي مزجته بالخبرة العملية
السيرة الذاتية للمهندسة السورية دينا أحمد لفتت اهتمام السويدين فمنذ وصولها إلى ذلك البلد عام ألفين وأربعة عشر
وضعوها على رأس اهتماماتهم فهي أولا حاصلة على ترتيب علمي متقدم في دراسة الهندسة المدنية، فضلا عن قدراتها
العجيبة على تطوير ذاتها بطريقة مكنتها من الوصول إلى أرقى المستويات حيث تفوقت على زملائها الأوروبيين
بالعمل سبعة وسبعين شهرا في تصميم المنازل والفيلل العائمة.
مسؤولو السياحة يضعونها على رأس القائمة
بوصول المهندسة السورية دينا أحمد إلى السويد كانت مدينة فسترفيك في هذا البلد على رأس اهتمامات المعنيين
بالقطاع السياحي الذين يدركون حاجة المدينة إلى الفلل العائمة والقوارب في المواقع الساحلية ..التحقت المهندسة السورية بالعمل في شركة من الشركات المفوضة بإنشاء الفلل العائمة
المهمة الكبيرة
القدرات الخاصة التي تتمتع بها دينا أحمد وتقارير أدائها بالشركة مفادها أن هذه المهندسة السورية هي الأصلح بين
زملائها لتولي المهام الصعبة وهو ما حدا بالشركة إلى إصدار قرار عاجل بأن تتولى دينا أحمد مسؤولية قسم المخططات لديها ، وبتولي الشركة مهمة التطوير السياحي الشامل في مدينة فسترفيك كانت دينا أحمد المسؤولة عن المهمة الكبيرة في السويد .
كيف تواصلت مع السويديين؟
لكن كيف وصلت هذه المهندسة السورية إلى تولي تلك المهام وهي التي كانت يوما غريبة عن هذا البلد؟بوصول دينا أحمد إلى السويد بذلت أقصى ما يمكنها من مجهود لتعلم اللغة السويدية والحصول على الدورات العلمية المؤهلة، وبالفعل كانت تقطع مسافات تقارب الثمانين كليومترا لحضور تلك الدورات واستخدمت بعد تعلم اللغة السويدية ذكاءها الاجتماعي في تكوين شبكة علاقات كبيرة للغاية .
وقد وصل بها اهتمامها بالعلم إلى اتقان اللغة الصربية والإنجليزية والسويدية بالإضافة إلى اللغة العربية.