بين الإثارة والدهشة، والحقيقة والخيال، تنساب الحكايات حول مغارة يُطلق عليها «بيت البنية»، أو «بيت الـ 7 بنات» في سوهاج بجنوب مصر. من الخارج تبدو بابا مفتوحا في بطن الجبل محاطا بسور حديدي، وبداخله مجموعة من الحجرات، لكن من الذي يجرؤ على الدخول ؟ .. فما هي الحكاية يا ترى؟سأحكي لكم في التالي:
روايات وقصص كثيرة تداولها سكان المنطقة عن تلك المغارة المسحورة والتي تسمى«بيت البنية»، منها ما يصدقه العقل ومنها ما يشطح في عالم الخيال.
منها أن هذه المغارة يسكنها 7 من أجمل فتيات الجان ، يعشن بداخلها بعيدًا عن أعين الناس، تحوي المغارة غرفًا مليئة بالذهب، وتم غلق هذه الغرف بواسطة باب كبير خارج الجبل. حاول الكثير من الناس دخول هذا الباب المرسوم على جدار الجبل ولم يتمكن أحد من الدخول أبدا.
من أشهر الروايات حول المغارة المسحورة، ما حكاه رجل كان مارًّا في هذه المنطقة، ظهرت له فجأة إحدى الفتيات الجميلات، فظل يمشي خلفها ويتتبع أثرها حتى دخلت إلى بطن الجبل فدخل وراءها، وعندما اكتشفت وجوده طلبت منه ألا يخبر أحدًا بوجودها، وأعطته جوالا مليئا بالبصل وأخبرته أن بداخله كنزا سيعرفه لاحقًا.
وعندما رحلت البنت فتح الرجل الجوال وجد بداخله كمية من البصل فألقاها على الأرض، وخرج من باب المغارة التي انغلقت خلفه مباشرة، وذهب إلى منزله، ليفاجأ أن بعض قشور البصل العالقة به تحولت إلى قطعٍ من الذهب، فعاد مسرعًا إلى الجبل ليجد أن الباب مغلق ولم يتمكن من الدخول، فمات أمام باب المغارة حزنًا على الكنز الذي أضاعه من يده.
هذه القصة انتشرت بشدة في سوهاج وأثارت خوف ورعب الكثيرين، فأصبحت تلك المغارة تحظى بشهرة واسعة سوهاج ارتبطت بالغرائب والخيال، وتقف على رأس المناطق الغرائبية المنتشرة في محافظة سوهاج ، خاصة في مركز أخميم شرقي المحافظة.
تقع المغارة الشهيرة فى حضن الجبل بمركز أخميم، الجبل الذي يحتويها يبعد نحو 4 كيلو مترات من الطريق الصحراوي الشرقي.
ويقول علماء التاريخ إن تلك المنطقة كانت مقصورة لأحد ملوك الاسرة الـ 18 في مصر الفرعونية، ويوجد بالقرب منها مجموعة من الرسومات المنحوتة وتعود لنفس الحقبة الزمنية، وأسفل تلك المنطقة مقابر تعود للعصر اليوناني والروماني.
وتظل الحكايات والأقاويل تتناثر بين أهل قرية حول هذه المنطقة إلى وقتنا هذا، ولا يعرف أحد هل هذا مكان أثري بالفعل أم لا ، وهل يسكنه بنات الجان أم أن هذه مجرد خرافة من صنع الخيال الشعبي، لكن يبدو أنها بمرور الزمن أخذت قوة الحقيقة والأمر الواقع، فلا أحد يجرؤ على الدخول ، ورؤية الحقيقة.