
مع اقتراب مباراة برشلونة المؤجلة ضد أوساسونا في الجولة 27 من الدوري الإسباني، تتجه الأنظار نحو الفريق الكتالوني الذي يسعى لتعزيز صدارته لجدول الترتيب.
لكن وسط هذا الترقب، أطلق ليونيل ميسي، أسطورة النادي الخالدة، تصريحات نارية كشف فيها عن استيائه من تعامل المدرب هانسي فليك.
ميسي يدافع عن الشاب بابلو توري، موهبة الفريق الواعدة، ويطالب بمنحه فرصة أكبر لإثبات قيمته تحت قيادة فليك. فما الذي دفع ميسي للخروج عن صمته؟ وكيف يمكن أن تؤثر كلماته على ديناميكية الفريق؟ دعونا نستعرض القصة كاملة.
ليونيل ميسي ليس مجرد لاعب، بل رمز لبرشلونة يحمل تاريخًا مجيدًا وصوتًا يتردد صداه في أرجاء النادي حتى بعد رحيله.
وعندما يتحدث الأسطورة، يستمع الجميع. في تصريحات حديثة لـ”راديو كتالونيا”، فاجأ ميسي الجماهير بانتقاده للمدرب هانسي فليك، مشيرًا إلى تجاهل موهبة شابة تُعد من أبرز الوجوه الصاعدة في الفريق: بابلو توري.
فهل تكشف هذه التصريحات عن توتر خفي داخل الفريق؟ أم أنها دعوة صادقة لدعم جيل المستقبل؟
في حديثه مع “راديو كتالونيا”، عبر ميسي عن إعجابه بأسلوب فليك التدريبي وقيادته لبرشلونة نحو صدارة الليجا، لكنه لم يخفِ استياءه من نقطة محددة.
وقال: “أقدر ما يقدمه فليك للفريق، لكن هناك شيء يحيرني: كيف يمكن أن يعامل الجميع بعدالة باستثناء لاعب واحد؟ بابلو توري يملك موهبة استثنائية، لكنه محروم من فرصة إظهارها”.
هذه الكلمات لم تكن مجرد تعليق عابر، بل دعوة واضحة لإعادة النظر في تعامل فليك مع اللاعب الشاب.
بابلو توري، البالغ من العمر 21 عامًا، أظهر براعة لافتة في الدقائق القليلة التي لعبها هذا الموسم. بتسجيله 4 أهداف وصناعته 3 تمريرات حاسمة في 373 دقيقة فقط، يثبت الشاب أنه يمتلك الإمكانيات ليكون نجمًا مستقبليًا.
لكن على الرغم من ذلك، يجد توري نفسه غالبًا خارج التشكيلة الأساسية، حيث لعب 27 دقيقة فقط في آخر 10 مباريات، بل وغاب عن قائمة مباراة أتلتيكو مدريد بالكامل.
هذا الوضع أثار تساؤلات ميسي، الذي يرى أن توري يستحق فرصة أكبر لتطوير مهاراته.
انضم بابلو توري إلى برشلونة في صيف 2022 قادمًا من راسينغ سانتاندير، وسرعان ما أظهر قدراته في خط الوسط بفضل رؤيته الثاقبة وتمريراته الدقيقة.
أرقامه المميزة هذا الموسم تجعله واحدًا من أكثر اللاعبين الشباب إنتاجية في الفريق، لكن المنافسة الشرسة مع أسماء مثل بيدري، جافي، وفرينكي دي يونج تحد من مشاركته.
ميسي، الذي عاش أيامًا مشابهة في بداياته، يرى أن تجاهل توري قد يكون ظلمًا لموهبة تحتاج فقط إلى الثقة للتألق.
تصريحات ميسي ليست مجرد رأي شخصي، بل قد تحمل وزنًا كبيرًا داخل النادي وخارجه.
فليك، المعروف بأسلوبه المنضبط ورؤيته الاستراتيجية، قد يواجه ضغطًا لتبرير اختياراته، خاصة مع اقتراب مباراة أوساسونا التي تتطلب جهدًا جماعيًا للتغلب على إرهاق اللاعبين بعد التوقف الدولي.
هل سيتخذ المدرب الألماني خطوة لمنح توري دقائق إضافية استجابة لنداء ميسي؟ أم سيتمسك بفلسفته التي تركز على الاعتماد على الأسماء المجربة؟
من جهة أخرى، قد تعزز كلمات ميسي من ثقة توري بنفسه، لكنها قد تثير أيضًا تساؤلات بين اللاعبين الآخرين حول توجهات فليك. في فريق يعج بالنجوم، يبقى تحقيق التوازن بين الشباب والخبرة تحديًا دائمًا.