
يواجه نادي برشلونة، متصدر الدوري الإسباني، أزمة حقيقية قبل مباراته المرتقبة ضد ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم السبت 26 أبريل 2025 على ملعب لا كارتوخا.
وفقًا لتقارير صحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، تأكد غياب نجمي الفريق روبرت ليفاندوفسكي وأليخاندرو بالدي عن المباراة بسبب إصابتيهما، مما يضع المدرب هانسي فليك في ورطة كبيرة في مواجهة غريمه التقليدي الذي يبحث عن إنقاذ موسمه بلقب الكأس.
تفاصيل إصابة ليفاندوفسكي
تعرض روبرت ليفاندوفسكي، هداف برشلونة، لإصابة عضلية في الفخذ الأيسر خلال مباراة سيلتا فيجو في الجولة 32 من الدوري الإسباني يوم 19 أبريل 2025, والتي انتهت بفوز مثير 4-3.
أكدت الفحوصات الطبية إصابته بتمزق خفيف في العضلة شبه الوترية، مما يستلزم غيابًا يتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
على الرغم من جهود الطاقم الطبي واللاعب لتسريع التعافي، أشارت تقارير من “سبورت” و”إل موندو” إلى أن فرص لحاقه بنهائي الكأس ضئيلة للغاية، وهو ما أكدته مصادر مقربة من النادي.
ليفاندوفسكي, البالغ من العمر 36 عامًا, يُعد العمود الفقري لهجوم برشلونة هذا الموسم، حيث سجل 40 هدفًا في جميع المسابقات، بما في ذلك 25 هدفًا في الدوري الإسباني، متصدرًا قائمة الهدافين.
غيابه يمثل ضربة قوية لخطط فليك, خاصة أن الفريق يعتمد بشكل كبير على خبرته في المباريات الكبرى.
أزمة بالدي: ثغرة في الجبهة اليسرى
في سياق مماثل، تأكد غياب الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي عن النهائي بسبب إصابة في أوتار الركبة تعرض لها خلال مباراة ليجانيس في 12 أبريل 2025.
وفقًا للصحفي خوسيه ألفاريز في برنامج “إل تشيرينغيتو”، أكدت مصادر مقربة من بالدي أن اللاعب لن يكون جاهزًا للمباراة رغم تقدمه التدريجي في التعافي.
تقارير من صحيفة “AS” تشير إلى أن فليك يأمل بعودة بالدي لمباراة الذهاب ضد إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا يوم 30 أبريل, لكن غيابه عن الكلاسيكو مؤكد بنسبة 100%.
بالدي, البالغ من العمر 21 عامًا, يُعد عنصرًا حاسمًا في تشكيلة برشلونة بفضل سرعته وقدراته الهجومية والدفاعية.
غيابه كشف عن ثغرة واضحة في الجبهة اليسرى، حيث لم يتمكن بدلاؤه مثل جيرارد مارتن وهيكتور فورت من سد الفراغ بشكل كامل.
هذا الوضع قد يمنح ريال مدريد فرصة لاستغلال الجهة اليمنى عبر لاعبين مثل فينيسيوس جونيور ورودريغو.
تأثير الغيابات على برشلونة
يأتي غياب ليفاندوفسكي وبالدي في وقت حرج، حيث ينافس برشلونة على ثلاثة ألقاب: الدوري الإسباني، كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا.
الفريق يتصدر الدوري برصيد 76 نقطة, بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد، ويتطلع لتعزيز هيمنته المحلية بلقب الكأس.
ومع ذلك، يضع غياب نجميه فليك في مأزق تكتيكي، حيث سيحتاج إلى إعادة صياغة خطته الهجومية والدفاعية.
البدائل الهجومية: مع غياب ليفاندوفسكي, يتوقع أن يعتمد فليك على فيران توريس كمهاجم صريح، بدعم من رافينيا وداني أولمو على الأجنحة.
توريس, الذي أظهر فعالية متقطعة، سيواجه اختبارًا كبيرًا في النهائي، بينما يثق فليك في قدرات أولمو الهجومية لتعويض النقص.
تقارير تشير إلى أن فليك يرى أولمو وتوريس قادرين على تحمل المسؤولية حتى عودة ليفاندوفسكي المحتملة لمباراة إنتر الإياب يوم 6 مايو.
الجبهة اليسرى: في غياب بالدي, قد يعتمد فليك على هيكتور فورت أو جيرارد مارتن, لكن كلاهما يفتقر إلى الخبرة في مباريات بهذا الحجم.
هذه الثغرة قد تكون نقطة ضعف رئيسية، خاصة أمام هجوم ريال مدريد السريع.
ريال مدريد: فرصة ذهبية
يدخل ريال مدريد المباراة تحت ضغط كبير بعد موسم مخيب، حيث خسر كأس السوبر الإسباني وخرج من دوري أبطال أوروبا أمام آرسنال بنتيجة 3-0 في ربع النهائي.
كما يواجه الفريق صعوبة في الدوري، حيث يتأخر بفارق 7 نقاط عن برشلونة قبل مباراته ضد خيتافي.
يرى كارلو أنشيلوتي أن نهائي الكأس هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الموسم، وغياب ليفاندوفسكي وبالدي قد يمنح فريقه ميزة كبيرة.
ريال مدريد يعتمد على ثلاثي الهجوم فينيسيوس جونيور, كيليان مبابي, ورودريغو, مع دعم جود بيلينغهام في خط الوسط.
غياب بالدي قد يفتح المجال أمام فينيسيوس لاستغلال الجبهة اليسرى، بينما سيحاول أنشيلوتي استهداف خط دفاع برشلونة الذي قد يعاني بدون ليفاندوفسكي كمرجع هجومي.
تحدي فليك: إعادة صياغة الخطة
هانسي فليك, الذي قاد برشلونة لتحقيق انتصارين على ريال مدريد هذا الموسم (في الدوري وكأس السوبر)، يواجه اختبارًا صعبًا للحفاظ على سجله المميز.
المدرب الألماني أظهر مرونة تكتيكية هذا الموسم، لكنه سيحتاج إلى حلول إبداعية لتعويض غياب نجميه.
تقارير من “راديو كاتالونيا” تشير إلى أن فليك يخطط لاستخدام أسلوب لعب يعتمد على الحركة السريعة والضغط العالي لتعطيل بناء هجمات ريال مدريد، مع التركيز على استغلال مهارات لامين يامال وأولمو في الهجمات المرتدة.
ومع ذلك، يواجه فليك ضغوطًا إضافية داخل غرفة الملابس، حيث أثار تهميش لاعبين مثل بابلو توري وأنسو فاتي استياءً داخل الفريق.
إدارة هذه التوترات ستكون حاسمة للحفاظ على تركيز اللاعبين في النهائي.
توقعات المباراة
على الرغم من الغيابات، يظل برشلونة مرشحًا قويًا للفوز باللقب بفضل تماسكه الدفاعي بقيادة رونالد أراوخو وجول كوندي, إلى جانب تألق لاعبين مثل بيدري ويامال.
ومع ذلك، يمتلك ريال مدريد فرصة ذهبية لاستغلال نقاط ضعف برشلونة، خاصة في ظل حاجته الملحة للقب.
المباراة ستكون متقاربة، لكن قدرة فليك على إدارة الموارد المتاحة ستكون العامل الحاسم.