يواصل نادي برشلونة تألقه في الدوري الإسباني، حيث عزز صدارته برصيد 76 نقطة بعد فوز مثير على ريال مايوركا في الجولة 33 يوم 22 أبريل 2025, متفوقاً بفارق 7 نقاط على ريال مدريد.
وسط هذا الزخم، تتصدر قضية تجديد عقد فرينكي دي يونغ أولويات الفريق، حيث أطلق نجوم مثل بيدري, جافي, وتير شتيغن نداءً عاجلاً إلى رئيس النادي خوان لابورتا لضمان استمرار النجم الهولندي.
وفقاً لصحيفة “إل ناسيونال”, يرى اللاعبون أن دي يونغ هو مفتاح نجاح المشروع الرياضي تحت قيادة هانسي فليك.
أهمية دي يونغ في مشروع فليك
فرينكي دي يونغ, البالغ من العمر 27 عاماً, أصبح العمود الفقري لخط وسط برشلونة منذ انضمامه من أياكس في صيف 2019 مقابل 75 مليون يورو.
هذا الموسم، شارك في 34 مباراة بجميع المسابقات، مسجلاً 3 أهداف و7 تمريرات حاسمة, مع معدل تمريرات دقيقة يصل إلى 92%, وفقاً لتقارير “ترانسفير ماركت”.
قدراته البدنية، رؤيته الثاقبة، وقيادته في الملعب جعلته الخيار الأول لـهانسي فليك, الذي يعتمد عليه كمحور ربط بين الدفاع والهجوم.
دي يونغ ليس مجرد لاعب فني، بل قائد داخل غرفة الملابس، حيث يحظى باحترام زملائه.
تقارير من “سبورت” تشير إلى أن فليك يرى فيه اللاعب المثالي لتنفيذ أسلوبه التكتيكي القائم على الضغط العالي والتحكم في إيقاع المباراة.
دوره في انتصارات الفريق الكبرى، مثل الفوز على ريال مدريد في الدوري (2-1) وكأس السوبر (3-1)، يؤكد أهميته في المباريات الحاسمة.
نداء نجوم الفريق
وفقاً لـ”إل ناسيونال”, قاد بيدري وجافي حملة داخلية للضغط على لابورتا لتجديد عقد دي يونغ, الذي ينتهي في صيف 2026.
الثنائي الشاب يرى أن الهولندي يمنح خط الوسط توازناً فريداً، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع لاعبين مثل داني أولمو وفيرمين لوبيز.
بيدري, الذي شكّل مع دي يونغ ثنائية متكاملة، أشاد به علناً في تصريحات سابقة، قائلاً: “فرينكي يجعل كل شيء أسهل في الملعب”.
جافي, بدوره، يقدر قدرة دي يونغ على تغطية المساحات والتكيف مع أدوار متعددة.
لم يقتصر الدعم على الشباب، بل انضم نجوم كبار مثل تير شتيغن, رونالد أراوخو, روبرت ليفاندوفسكي, وجول كوندي إلى هذا النداء.
وفقاً لـ”موندو ديبورتيفو”, أعرب تير شتيغن عن إعجابه بالروح القيادية لـدي يونغ, بينما يرى أراوخو أنه شريك مثالي لتأمين خط الوسط أمام الدفاع.
هذا الإجماع بين اللاعبين يعكس تأثير دي يونغ الكبير داخل الفريق، سواء على المستوى الفني أو النفسي.
تغيير موقف الإدارة
في صيف 2024, كان اسم دي يونغ مطروحاً كخيار محتمل للبيع لتخفيف الضغوط المالية على برشلونة، التي تواجه قيوداً صارمة بموجب قوانين اللعب المالي النظيف.
أندية مثل مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ أبدت اهتماماً، لكن رفض اللاعب للرحيل وتألقه تحت قيادة فليك غيّرا المعادلة.
تقارير من “راديو كاتالونيا” تشير إلى أن لابورتا أصبح مقتنعاً بضرورة الاحتفاظ بـدي يونغ, خاصة بعد تحسن الوضع المالي المتوقع بحلول يونيو 2025, بفضل عائدات كامب نو المجدد وصفقات الرعاية.
الإدارة تستعد لبدء مفاوضات رسمية مع دي يونغ في مايو 2025, بهدف تمديد عقده حتى 2030 براتب يعكس مكانته كأحد أعلى اللاعبين أجراً في الفريق.
وفقاً لـ”إل ناسيونال”, يطالب دي يونغ براتب سنوي يصل إلى 18 مليون يورو, مع مكافآت إضافية بناءً على الألقاب، وهو ما قد يشكل تحدياً مالياً للنادي.
موقف دي يونغ
أبدى فرينكي دي يونغ انفتاحاً على التجديد، لكنه وضع شروطاً واضحة.
في تصريحات نقلتها “إل موندو”, أكد الهولندي رغبته في البقاء مع برشلونة، قائلاً: “أحب النادي والمدينة، لكن أريد مشروعاً ينافس على كل الألقاب”.
دي يونغ يرى أن الفريق، تحت قيادة فليك, يسير في الاتجاه الصحيح، خاصة مع اقترابه من تحقيق الثلاثية (الدوري، كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا).
ومع ذلك، يطالب بوضوح بشأن خطط النادي المستقبلية، بما في ذلك تعزيز التشكيلة والاستقرار المالي.
تحديات التجديد
على الرغم من الدعم الجماعي، يواجه برشلونة تحديات في إتمام التجديد:
الوضع المالي: النادي لا يزال تحت ضغط قيود اللعب المالي النظيف، مما يتطلب تخفيف الأعباء الاقتصادية قبل توقيع عقد جديد براتب مرتفع.
المنافسة الخارجية: أندية مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي تراقب وضع دي يونغ, وقد تحاول إغراءه بعروض مغرية إذا تأخر التجديد.
إدارة غرفة الملابس: نجاح فليك في الحفاظ على انسجام الفريق يعتمد على إرضاء النجوم الشباب مثل بيدري وجافي, الذين يرون في دي يونغ قائداً لهم.
تقارير من “الجزيرة” تشير إلى أن لابورتا يخطط لتخصيص ميزانية خاصة لتجديد عقد دي يونغ, مع احتمال بيع لاعبين هامشيين مثل أنسو فاتي أو فيران توريس لتوفير السيولة اللازمة.
تأثير التجديد على المستقبل
تجديد عقد دي يونغ لن يكون مجرد خطوة إدارية، بل رسالة قوية حول طموحات برشلونة.
بقاء اللاعب سيضمن استقرار خط الوسط لسنوات قادمة، خاصة مع تناغمه مع بيدري وجافي, مما يشكل أحد أقوى خطوط الوسط في أوروبا.
كما سيؤكد التجديد ثقة اللاعبين في مشروع فليك, الذي يهدف إلى استعادة هيمنة برشلونة محلياً وأوروبياً.
