
لم تكتفِ خسارة ريال مدريد أمام برشلونة بنتيجة 3-2 في نهائي كأس ملك إسبانيا، الذي أُقيم مساء السبت 26 أبريل 2025 على ملعب لا كارتوخا، بفقدان اللقب فحسب، بل امتدت تداعياتها لتصل إلى مصير أحد نجوم الفريق، داني سيبايوس، مع منتخب إسبانيا.
وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، فإن سيبايوس بات خارج حسابات المنتخب الإسباني بقرار حاسم من المدرب لويس دي لا فوينتي، بعد مشادته الحادة مع نجم برشلونة الشاب لامين يامال خلال الكلاسيكو.
تفاصيل المشادة وتداعياتها
شهد الشوط الأول من نهائي الكأس واقعة مثيرة للجدل، حيث دخل سيبايوس، لاعب وسط ريال مدريد، في مشادة كلامية مع لامين يامال، انتهت بما وصفته تقارير بـ”صفعة” من سيبايوس على وجه النجم الشاب.
الحادثة، التي أثارت استياء جماهير برشلونة، لم تمر مرور الكرام، حيث زعمت الصحيفة أن يامال هدد سرًا بالامتناع عن الانضمام إلى معسكر منتخب إسبانيا المقبل في حال استدعاء سيبايوس.
واستجاب دي لا فوينتي لهذا التهديد بقرار فوري باستبعاد سيبايوس، حفاظًا على استقرار أجواء المنتخب.
التقرير أشار إلى أن دي لا فوينتي يتبنى سياسة صارمة ضد أي لاعب يُعكر الأجواء الهادئة داخل “لا روخا“، مستندًا إلى تجربة سابقة عندما استبعد سيبايوس بسبب توترات مع نجم برشلونة الآخر، بابلو غافي، في يونيو 2023.
هذا القرار يعكس تفضيل المدرب للحفاظ على نجميه الصاعدين، يامال وغافي، اللذين يُعتبران ركيزتي المستقبل للمنتخب الإسباني.
سيبايوس: دور باهت في الكلاسيكو
كان سيبايوس قد حصل على فرصة نادرة للعب أساسيًا في نهائي الكأس، بعد تعافيه من إصابة في الكاحل الأيسر.
لكنه لم يقدم الأداء المتوقع، وخرج في الشوط الثاني بعد شعوره بآلام جديدة في نفس الكاحل، مما أضاف إلى إحباطه بعد المشادة مع يامال.
وأثارت تصرفات سيبايوس انتقادات واسعة على منصة X، حيث اتهمه مشجعو برشلونة بمحاولة تعطيل يامال، بينما دافع بعض مشجعي ريال مدريد عنه، معتبرين رد فعله طبيعيًا في حرارة المباراة.
لامين يامال: نجم يفرض نفسه
في المقابل، يواصل لامين يامال (17 عامًا) تألقه، حيث سجل هدفًا رائعًا في الكلاسيكو، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز المواهب في أوروبا.
وقد أشاد به دي لا فوينتي مرارًا، واصفًا إياه بـ”الظاهرة الكروية” و”أسطورة المستقبل”.
يبدو أن نفوذ يامال داخل المنتخب الإسباني يتجاوز سنه، حيث أظهر قدرة على التأثير في قرارات المدرب، خاصة بعد دوره في استبعاد سيبايوس.
مستقبل سيبايوس مع المنتخب
تُعد هذه الواقعة ضربة قوية لآمال سيبايوس (28 عامًا) في العودة إلى تشكيلة إسبانيا، حيث لم يشارك مع المنتخب منذ مباراة ودية أمام الأردن في نوفمبر 2022.
وتشير منشورات على X إلى أن استبعاده قد يكون دائمًا طالما بقي دي لا فوينتي مدربًا، نظرًا لتركيزه على خلق بيئة مثالية خالية من التوترات.
يُذكر أن سيبايوس شارك في 13 مباراة دولية، وسجل هدفًا واحدًا، لكنه عانى من تراجع دوره في ريال مدريد، حيث لعب 22 مباراة فقط هذا الموسم، معظمها كبديل.
هل يتحمل سيبايوس كل اللوم؟
رغم تأكيد التقرير على دور يامال في استبعاد سيبايوس، فإن بعض المصادر تشير إلى أن قرار دي لا فوينتي قد يكون مدفوعًا أيضًا بأسباب فنية، حيث يعتمد المدرب على لاعبين مثل رودري، بيدري، وغافي في خط الوسط.
كما أن إصابة سيبايوس المتكررة ومحدودية مشاركاته مع ريال مدريد قد تكون عوامل إضافية.
من جهة أخرى، يرى مشجعو ريال مدريد أن يامال بالغ في رد فعله لاستفزاز الحكم، وأن الحادثة لا تستحق هذا التصعيد.
ردود فعل متباينة
أثارت القضية جدلًا كبيرًا على منصة X، حيث اتهم مشجعو برشلونة الحكم بالتغاضي عن طرد سيبايوس، معتبرين تصرفه “عنيفًا” ويستحق العقوبة.
في المقابل، دافع مشجعو ريال مدريد عن سيبايوس، مشيرين إلى أن يامال حاول تضخيم الحادثة لكسب تعاطف الحكم.
هذا الجدل يعكس التنافس الحاد بين الناديين، والذي يمتد إلى قرارات المنتخب الوطني.