
لم تكن خسارة ريال مدريد أمام برشلونة بنتيجة 3-2 في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم 26 أبريل 2025 على ملعب لا كارتوخا مجرد هزيمة رياضية، بل تحولت إلى أزمة داخلية هزت أركان الفريق الملكي.
وفقًا لتقرير صحيفة “دون بالون” الإسبانية، شهدت غرفة الملابس مواجهات حادة بين لاعبي ريال مدريد وأعضاء الجهاز الفني بقيادة كارلو أنشيلوتي، حيث تبادل الجميع الاتهامات حول مسؤولية خسارة اللقب، التي حسمها هدف متأخر من جول كوندي في الدقيقة 115 من الوقت الإضافي.
بيلينغهام وفينيسيوس ضد مبابي: صدام الأنا
كان كيليان مبابي، الذي بدأ المباراة على مقاعد البدلاء بسبب إصابة في الكاحل، محور الخلاف الأبرز.
تقرير “دون بالون” كشف أن جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور هاجما النجم الفرنسي بشدة، متهمين إياه بـ”الاختفاء” خلال الشوط الأول و”الظهور المتأخر” في الشوط الثاني ليبدو كـ”بطل المباراة“.
وأشارا إلى أن مبابي، الذي سجل هدف التعادل 1-1 من ركلة حرة في الدقيقة 70، تصرف كـ”ديفا“، مفضلاً حماية نفسه بدلاً من التضحية للفريق.
في المقابل، دافع مبابي عن نفسه، مؤكدًا أنه لعب رغم عدم تعافيه الكامل من الإصابة، ورفض تحميل الحكم ريكاردو دي بورغوس بنغوتشيا مسؤولية الهزيمة.
ودعا إلى “النقد الذاتي“، معتبرًا أن أخطاء الفريق هي السبب الرئيسي.
هذا الموقف، الذي دعمه لاعبون مثل لوكا مودريتش وأردا جولر، أدى إلى انقسام غرفة الملابس إلى معسكرين: فريق يلقي اللوم على الحكم، بقيادة بيلينغهام، فينيسيوس، وأنطونيو روديغر، وآخر يركز على الأخطاء الداخلية، بقيادة مبابي ومودريتش.
روديغر وبيلينغهام: غضب موجه للحكم
لم تقتصر التوترات على اللاعبين، بل امتدت إلى الحكم دي بورغوس، الذي أثار غضب الفريق بإلغاء ركلة جزاء لـمبابي في الوقت الإضافي بسبب تسلل سابق.
تقرير “إل موندو” أشار إلى أن روديغر، الذي طُرد بعد محاولته رمي زجاجة على الحكم، أظهر “سلوكًا عدوانيًا“، بينما واجه بيلينغهام طردًا بعد المباراة لاحتجاجه بعبارات مثل “كل قرار بنسبة 50-50 يذهب لبرشلونة“.
تقرير الحكم قد يؤدي إلى عقوبات تصل إلى 3 مباريات لكل منهما في الدوري، مما يزيد من تعقيد موسم ريال مدريد.
روديغر، الذي نشر اعتذارًا على إنستغرام قائلاً: “لا عذر لتصرفي، أعتذر للحكم“، كان من أبرز المحتجين، إلى جانب فينيسيوس، الذي اتهم الحكم بعدم احتساب مخالفات لصالحه، خاصة في مواجهته مع كوندي ورافينيا.
هذه الحادثة عكست حالة الإحباط العامة في الفريق، الذي يعاني من موسم مخيب، حيث خرج من دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال (5-1) وخسر السوبر الإسباني أمام برشلونة (5-1).
صراع الأنا: هل يستطيع بيريز إنقاذ الفريق؟
تكشف الأزمة عن “صراع أنا” داخل غرفة الملابس، كما وصفته “دون بالون“، حيث يعاني الفريق من توترات بين نجومه الكبار.
فينيسيوس، الذي يُعد مرشحًا لجائزة الكرة الذهبية 2025، يرى نفسه قائد الفريق، بينما يُنظر إلى مبابي، صاحب الراتب الأعلى (15 مليون يورو سنويًا)، على أنه “الوافد الجديد” الذي لم يثبت نفسه بعد.
بيلينغهام، بدوره، يعاني من تراجع أدائه مقارنة بالموسم الماضي، حيث سجل 5 أهداف فقط في 30 مباراة، مما زاد من حساسيته تجاه الانتقادات.
تقرير “إل كونفيدينسيال” أشار إلى أن أنشيلوتي عقد جلسة “عاصفة” مع اللاعبين بعد السوبر الإسباني، متهمًا بيلينغهام، فينيسيوس، مبابي، ورودريغو بـ”الافتقار إلى التضحية الدفاعية“، مقارنةً بجهود لاعبي برشلونة مثل لامين يامال وغافي.
هذه التوترات تفاقمت بعد نهائي الكأس، حيث يواجه أنشيلوتي ضغوطًا للرحيل، مع شائعات عن اقتراب تشابي ألونسو لتولي القيادة في صيف 2025.
فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، يواجه تحديًا كبيرًا في احتواء هذه الأزمة، خاصة مع اقتراب مباراة حاسمة أمام برشلونة في الدوري يوم 3 مايو 2025، والتي قد تحدد مصير اللقب.
تقرير “ماركا” أشار إلى أن بيريز يخطط لاجتماع مع اللاعبين لتهدئة الأجواء، مع التركيز على تجديد عقد فينيسيوس وإشراك مبابي أكثر في القرارات الجماعية.
لكن بعض المنشورات على منصة X، مثل منشور @HalaMadrid_YN، حذرت من أن “الفريق ينهار بسبب الأنا، وإذا لم يتدخل بيريز، قد نخسر كل شيء“.
مستقبل غامض: هل يمكن إصلاح التصدع؟
تُعد هذه الأزمة الأخطر في غرفة ملابس ريال مدريد منذ موسم 2018-2019، عندما أدت الخلافات إلى إقالة جولين لوبيتيغي.
تشير تقارير من “غرادا3” إلى أن مبابي، الذي كان يُتوقع أن يكون “المنقذ” بعد توقيعه من باريس سان جيرمان، يعاني من ضغوط هائلة بسبب توقعات الجماهير، حيث سجل 12 هدفًا فقط في 28 مباراة هذا الموسم، مقارنة بـ44 هدفًا مع باريس في الموسم السابق.
في المقابل، يُنظر إلى فينيسيوس كقائد المستقبل، لكنه يواجه انتقادات بسبب “الأنانية” في بعض المباريات، كما أشار تقرير “دون بالون” قبل النهائي.
من جهة أخرى، يُظهر بيلينغهام علامات الإحباط، حيث أشار تقرير “ماركا” إلى أن دوره الجديد كـ”وافد متأخر” إلى منطقة الجزاء قلل من تأثيره الهجومي، مما جعله أكثر حساسية تجاه أداء زملائه.
ومع اقتراب كأس العالم للأندية 2025، يخشى المشجعون، كما عبرت منشورات على X مثل @RMadridistaReal، أن تؤدي هذه الانقسامات إلى “موسم كارثي” إذا لم تُحل سريعًا.
هل تشابي ألونسو هو الحل؟
تتجه الأنظار الآن إلى تشابي ألونسو، الذي يُعد المرشح الأول لخلافة أنشيلوتي، وفقًا لـ”آس“، حيث يُعتقد أن أسلوبه الصارم وقدرته على بناء فرق متماسكة قد ينهيان “حرب الأنا“.
لكن تحدياته ستكون كبيرة، خاصة مع وجود نجوم بمستوى مبابي، فينيسيوس، وبيلينغهام، الذين يحتاجون إلى إدارة دقيقة لتجنب الصراعات.
تقرير “إل كونفيدينسيال” حذر من أن “ريال مدريد يحتاج إلى جنود أكثر من القادة“، مشيرًا إلى أن الافتقار إلى الالتزام الجماعي هو السبب الرئيسي وراء الهزائم أمام برشلونة هذا الموسم (9-2 إجماليًا في مباراتي الدوري والسوبر).
ردود فعل متباينة
أثارت الأزمة جدلًا واسعًا على منصة X، حيث دافع مشجعو ريال مدريد عن فينيسيوس وبيلينغهام، معتبرين أن مبابي “لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات“، بينما رأى آخرون، مثل منشور @HalaMadridM7، أن “مبابي يحاول تحمل المسؤولية، لكن الفريق يفتقر إلى الانسجام“.
مشجعو برشلونة، مثل @BarcaWorldAr، استغلوا الفرصة للسخرية، مشيرين إلى أن “غرفة ملابس مدريد تنهار بينما برشلونة يبني فريق المستقبل“.